ما إن تفيق الأسواق المالية من كبوة حتى تظهر أخرى، بداية من شباط (فبراير) 2006 عندما هوى مؤشر الأسهم السعودية من فوق مستوى 20 ألف نقطة، وما تكبده المتعاملون في السوق من خسائر أخرجت بعضهم من السوق، فيما بقي البعض الآخر يصارع الأمواج، محاولاً التعويض أو تقليل حجم الخسائر، فجاءت الأزمة المالية العالمية التي أفلست مصارف عالمية عدة، وانتقل تأثيرها إلى البورصات العربية، وطاولت خسائرها المتعاملين في السوق المالية، ثم أزمة الديون الحكومية في اليونان، وجاءت التظاهرات والثورات العربية التي هوت بمؤشرات الأسواق العربية، وأفقدتها بعض مكاسبها في 2011، بعد تعطل النظام المصرفي والبورصة في مصر، أخيراً جاء التأثير السلبي لخفض التصنيف الائتماني للديون الأميركية، وهو ما أدى إلى فقد مؤشر الأسهم السعودية 5.46 في المئة من قيمته في جلسة السبت الماضي، إضافة الى تدني أسعار النفط. وعلى رغم كل تعدد الضغوط، إلا أن مؤشر الأسهم السعودية ما زال صامداً فوق مستوى 6600 نقطة، والمتابع لأداء السوق خلال الفترة الأخيرة يرى تراجع حجم التعاملات بأكثر من 25 في المئة عن الفترة قبل العطلة الصيفية، فيما أسهم اتساع السوق، وزيادة عدد الشركات في خفض نسب التذبذب، وغياب النسب القصوى، سواء للصعود أو للهبوط في أسعار الأسهم، وهو ما خفف حدة هبوط المؤشر، على رغم ترجع السيولة المتداولة لأقل من 3 بلايين في الجلسة الواحدة. وأنهى مؤشر الأسهم السعودية تعاملات أمس بخسارة قدرها 20.33 نقطة، نسبتها 0.33 في المئة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 6057.79 نقطة، في مقابل 6078.05 نقطة أول من أمس، لترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع السنة إلى 8.50 في المئة إلى 563 نقطة، وكان المؤشر قلص خسارته بعد هبوطه أمس إلى مستوى 6013.59 نقطة بتأثير تحسن الطلب على الأسهم، خصوصاً القيادية منها، مثل سهم «سابك» الذي عدل سعره من 96.25 ريال بخسارة نسبتها 1.28 في المئة إلى 97.50 ريال عند الإغلاق. وفقدت الأسهم السعودية 4 بلايين ريال من قيمتها نهاية التعاملات، نسبتها 0.33 في المئة، بعد تراجع القيمة السوقية إلى 1.208 تريليون ريال، جاء ذلك بعد هبوط أسهم 84 شركة، وصعود أسهم 41 شركة، واستقرار 20 شركة عند أسعارها نهاية الجلسة السابقة، فيما هبطت السيولة المتداولة 13 في المئة إلى 2.87 بليون ريال، وتراجعت الكمية المتداولة إلى 119.5 مليون سهم، بنسبة تراجع 18 في المئة، فيما تراجع عدد الصفقات بنسبة 17 في المئة إلى 67.5 ألف صفقة. أما أبزر الأسهم في تعاملات أمس، فكان سهم «سابك» الذي استحوذ على 23 في المئة من القيمة المتداولة، تعادل 661 مليون ريال من تداول 6.8 مليون سهم، استقر سعره خلالها عند 97.50 ريال، فيما حقق سهم «الإنماء» أكبر كمية متداولة بلغت 13.5 مليون سهم، نسبتها 11.3 في المئة، هبط سعره خلالها 1.08 في المئة إلى 9.20 ريال. وسجل سهم «الإعادة السعودية» أكبر زيادة نسبتها 10 في المئة إلى 8.80 ريال من تداول 1.4 مليون سهم، في المقابل حقق سهم «التأمين العربية» أكبر خسارة، بلغت 3.20 في المئة، هبوطاً إلى 19.65 ريال.