أقرت المملكة اليوم رسميا إيقاف استيراد الخضار فقط وبصفة مؤقتة من دول الاتحاد الأوروبي وذلك كإجراء احترازي حتى يتم التأكد من مصدر المرض ونواقله وأنه لا يشكل أي تهديد، وقال جابر الشهري وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية ل "للاقتصادية الإلكترونية": إن الكميات المستوردة من أوروبا قليله جدا ولا تؤثر في السوق المحلية التي تستورد من هولندا وفرنسا. وفي ألمانيا تسببت موجة الوباء الحديثة في وفاة 22 شخصا خلال قرابة أسبوعين وأثارت الكثير من الانزعاج بسبب التضارب في التصريحات المتعلقة بمصدر العدوى.وقال ستيفان اتجيتو مدير دائرة الصحة والتغذية في مكتب المستهلكين الألمان "من المؤسف أن نرى وزراء اقليميين يبادرون بالإدلاء بتصريحات بشأن النتائج. كان الأحرى أن تصدر المعلومات عن معهد روبرت-كوخ المرجعي للرقابة الصحية". وتتجه الشكوك، من دون أي تاكيد رسمي في انتشار المرض نحو مزرعة ألمانية للبذور النابتة وبراعم الخضار في تتبع مصدر بكتيريا أي كولاي القاتلة، في حين التزمت السلطات الصحية الحذر اليوم. وقال وزير الصحة الالماني دانيال بار مساء أمس للتلفزيون العام "لدينا أدلة واضحة بأن مصدر العدوى على ما يبدو هو شركة في اولزن (شمال ألمانيا)، ولكننا بانتظار تاكيد التحاليل المخبرية". ويتوقع صدور النتائج الأولى لفحص 40 عينة من الحبوب والبراعم النابتة بعد ظهر اليوم. وبعد اتهام الخيار الأسباني بأنه مصدر العدوى وإثارة أزمة محدودة مع أسبانيا، قررت ألمانيا التزام الحذر. والأحد، اعتبرت السلطات الصحية الألمانية أن البذور النابتة وبراعم الخضار هي المسؤولة عن انتقال العدوى، بعد إلقاء اللوم على الخيار ومن ثم الطماطم وخضار السلطة. ودعا غيرت لندمان وزير الزراعة في ولاية ساكسونيا حيث توجد المزرعة المشتبه بها، إلى توخي الحذر طالما "لم يتم بعد الحصول على دليل نهائي". وتنتج المزرعة العديد من البذور النابتة والبراعم مثل براعم البروكولي والفجل والخردل والفا الفا، وكذلك براعم الفاصولياء، وخصوصا للسلطة، وتبيع منتجاتها في ألمانيا وكذلك في دول أوروبية أخرى وفي الشرق الاقصى. وقال الوزير إن "التكهنات قوية ويتعين علينا ان نوصي المستهلكين بعدم تناول البراعم والبذور النابتة". وكانت اليابان شهدت وباء مماثلا في 1996 خلف ثماني وفيات من بين 10 آلاف مصاب. وخلال السنوات السبع التي تلت، شهدت اليابان موجات وبائية متفرقة اسفرت عن وفاة 14 شخصا. مدير مزرعة ألماني ينفي اتهامات بالتسبب في تفشي البكتيريا من جهته قال مدير مزرعة ألماني تواجه تحقيقا بعد اتهامات بشأن بكتيريا معوية فتاكة اليوم أنه لا يفهم الاتهامات التي قالت إن بقوليات مستنبتة في مزرعته ربما كانت وراء تفشي العدوى. وقال كلاوس فيربيك المدير الإداري "لجيرتنرهوف بيننبوتل" لصحيفة نويه أوزنابروكر تسايتونج ان مزرعته لا تستخدم المخصبات لإنتاج البقوليات المستنبتة وانه لا توجد حيوانات في مزرعته العضوية. وقال مسئول ألماني أمس بقوليات مستنبتة مزروعة في ألمانيا ربما تكون السبب وراء تفشي البكتيريا المعوية -ايكولاي- التي أودت بحياة اثنين وعشرين شخصا وأصابت أكثر من 2200 في شتى أنحاء أوروبا. وقال فيربيك للصحيفة "لا أفهم كيف يمكن أن تتفق العملية الجارية هنا -في المزرعة- والاتهامات. مستنبتات السلاطة هي نتاج بقول ومياه ولم تستخدم معها مخصبات على الإطلاق. كما لا توجد أسمدة حيوانية أيضا مستخدمة في أماكن أخرى من المزرعة." ولم يتحدث اليوم فيربيك وهو نباتي أو أي شخص آخر من المزرعة مع الصحفيين وأطقم التلفزيون بما في ذلك رويترز التي احتشدت أمام المزرعة الواقعة في البلدة الريفية التي يعيش فيها 6600 نسمة والواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوبي هامبورج. وقال مسؤول حكومي لرويترز أمس إن المحققين حددوا بقوليات مستنبتة كمصدر محتمل للبكتيريا. وأضاف أن المسئولين تمكنوا من تعقب مصادر الإمداد بالبقوليات المستنبتة تحديدا. وسابقت السلطات الزمن لتعقب مصدر البكتيريا التي أصابت أناسا في 12 دولة قاموا جميعا بزيارة شمال ألمانيا وحذرت طوال أسابيع المستهلكين من أكل الطماطم والخيار والخس. وفي مرحلة ما ألقت اللوم على خيار اسباني كمصدر للبكتيريا. وتستطيع هذه السلالة النادرة من البكتيريا الالتصاق بجدار الأمعاء لتفرز سمومها مما يسبب أحيانا الإسهال ومشاكل في الكليتين. وتطلبت بعض الحالات دخول الرعاية المركزة واحتاجت حالات أخرى لإجراء غسيل كلوي. وتسببت في وفاة 21 ألمانيا وسويدي. وظهرت على معظم المصابين أعراض قاتلة لتحلل مكونات الدم التي تؤثر على الكلى مباشرة. وقد توصل العلماء الذين يتابعون ابحاثهم على هذه السلالة الفتاكة في اوروبا الى انها ذات درجة سمية عالية علاوة على قدرتها على افراز مادة صمغية نادرة تسهم في التصاقها بأمعاء المرضى ليتسنى لها افراز سمومها مما يسبب الاسهال والقيء اما في الحالات الحادة فانها تسبب تحلل مكونات الدم ومهاجمة الكلى مما يفضي الى الاصابة بالغيبوبة واعتلال وظائف اعضاء الجسم وربما السكتة الدماغية. ويخشى العلماء من ان تكون هذه السلالة من البكتيريا المعروفة علميا باسم -اشيريكيا كولاي- هي اشرس سلالة تصيب البشر من حيث درجة سميتها.