برلين، هامبورغ، استوكهولم، فرانكفورت - أ ف ب - ارتفع عدد الوفيات في أوروبا من جراء الإصابة ببكتيريا «إي كولاي» إلى 22 بينهم 21 ألمانياً. وبينما يعقد وزراء الزراعة الأوروبيون اليوم اجتماعاً طارئاً لبحث الأزمة الغذائية الناجمة عن تفشي «إي كولاي» وآثارها الاقتصادية، اتجهت الشكوك، من دون أي تأكيد رسمي، نحو مزرعة ألمانية للبذور النابتة وبراعم الخضار، في تتبع مصدر البكتيريا القاتلة. وقال وزير الصحة الألماني دانيال بار مساء أول من أمس في تصريح تلفزيوني: «لدينا أدلة واضحة على أن مصدر العدوى على ما يبدو هو شركة في أولزن (شمال)، لكننا في انتظار تأكيد التحاليل المخبرية». واعتبرت السلطات الصحية الألمانية أن البذور النابتة وبراعم الخضار هي المسؤولة عن انتقال العدوى، بعد إلقاء اللوم على الخيار ومن ثم الطماطم وخضار السلطة. ودعا وزير الزراعة في ولاية ساكسونيا حيث توجد المزرعة المشتبه بها، غيرت لندمان، إلى توخي الحذر طالما «لم يتم بعد الحصول على دليل نهائي». وتنتج المزرعة الكثير من البذور النابتة والبراعم مثل البروكولي والفجل والخردل والفا الفا، وكذلك براعم الفاصولياء، خصوصاً للسلطة، وتبيع منتجاتها في ألمانيا وكذلك في دول أوروبية أخرى وفي الشرق الأقصى. وقال الوزير: «التكهنات قوية وعلينا أن نوصي المستهلكين بعدم تناول البراعم والبذور النابتة». وأشار مدير دائرة الصحة والتغذية في مكتب المستهلكين الألمان ستيفان اتجيتو، إلى أن «من المؤسف أن نرى وزراء إقليميين يبادرون بالإدلاء بتصريحات حول النتائج. كان أحرى أن تصدر المعلومات عن معهد روبرت - كوخ المرجعي للرقابة الصحية». وفي بروكسل، أعلنت المفوضية الأوروبية عزمها اقتراح تعويضات مالية على منتجي الخضار والفاكهة الذين تضررت مبيعاتهم بسبب الوباء، خلال اجتماع غير اعتيادي لوزراء الزراعة الأوروبيين في لوكسمبورغ. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، روجر وايت، أن الوزراء «سيبحثون عن وسيلة يستطيع من خلالها الاتحاد الأوروبي الرد على الآثار الاقتصادية للأزمة». ولم تحدد مبالغ للتعويضات التي تطالب بها إسبانيا وكذلك فرنسا وهولندا وبلجيكا وحتى ألمانيا. وتطالب إسبانيا، أكثر المتضررين من اتهامها بأنها مصدر الوباء، كذلك بمراجعة النظام الأوروبي للإنذار وإدارة الأزمات المرتبطة بالمنتجات الغذائية. وقالت وزيرة الصحة الإسبانية ليري باخين لدى وصولها امس إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء الصحة الأوروبيين: «ليس لدينا بعد إعلان رسمي ومؤكد حول مصدر» الوباء. وأضافت: «يجب التحرك لتفادي تكرار مثل هذا الوضع، لأننا منينا بأضرار كبيرة ولا يمكن إصلاحها».