قررت وزارة الزراعة بالمملكة إيقاف استيراد الخضار وبشكل مؤقت من دول الاتحاد الأوروبي نتيجة أزمة الخضار الأوربية، واحتمالية أن تكون بعض أنواع هذه الخضار السبب في العديد من الإصابات والوفيات لتلوثها ببكتيريا (أي كولاي) في الوقت الحاضر، إلى حين أن تتضح الرؤيا بشأن مصادر التلوث ومدى انتشاره، والاطلاع على تقارير آخر المستجدات عن الوضع الصحي والوبائي على المستوى الأوروبي. وأوضح وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية المهندس جابر بن محمد الشهري أن هذا الإيقاف يأتي في ضوء المعلومات التي اطلع عليها المختصون في الوزارة من المواقع الرسمية للمفوضية الأوروبية والمركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء ومنظمة الصحة العالمية. وأكد المهندس جابر أن هذا الإجراء لن يؤثر على السوق المحلي، حيث إن ما يستورد من الخضار من تلك الدول محدود جداً ، وقد كان محصوراً في كميات محدودة من دولتي هولنداوفرنسا. وطمأنت الوزارة جميع المواطنين إلى أن جميع الإرساليات الحيوانية والخضار والفاكهة الواردة إلى المملكة يتم فحصها في المنافذ الجوية والبحرية والبرية، ولا يفسح ويسمح بدخولها المملكة إلا بعد التأكد من سلامتها وجودتها، وفقاً لاشتراطات الحجر الحيواني والنباتي الذي تطبقه الوزارة بمهنية عالية. وفي ألمانيا تضاربت الأنباء أمس حول مصدر البكتيريا القاتلة إي كولاي، التي تسببت في وفاة 22 وإصابة 2000 شخص حتى الآن في أنحاء أوروبا، وأثارت الذعر في العالم، وكانت الشكوك قد اتجهت نحو مزرعة ألمانية للبذور النابتة وبراعم الخضار، في ولاية سكسونيا السفلى، وبعد اتهام الخيار الأسباني بأنه مصدر العدوى وإثارة أزمة محدودة مع أسبانيا قررت ألمانيا التزام الحذر. وكانت السلطات الألمانية قد أطلقت الاتهام في بادئ الأمر على خيار أسباني ملوث بأنه هو مصدر بكتيريا "إي كولاي" ، لكنها أقرت في وقت لاحق أنها كانت مخطئة، وأغضب التحذير مسؤولين أسبان ، لكن ألمانيا دافعت أمس عن الإجراء الذي اتخذته. وقالت وزيرة الدولة الألمانية أنيتا فيدمان " كان لدينا شكوك ، وبالتالي كان من الصحيح أن نصدر تحذيرات متتابعة بشأن الاستهلاك"، وذكرت أن البكتريا كانت عدوانية للغاية " بحيث اضطررنا إلى تتبع كل سبب وأي دليل". وأعلنت وزارة الزراعة الألمانية أمس أن الاشتباه في أن تكون خضروات أخرى غير البراعم المستنبتة مصدراً للبكتريا (إي كولاي) لا زال قائماً، وحذرت الوزارة من تناول أي براعم، كما حذر معهد "روبرت كوخ" الألماني للأبحاث والتحاليل من تناول الخضروات النيئة خاصة في شمال البلاد. ولكن المتحدث باسم الوزارة هوجلر إيشل، في برلين أشار إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن البراعم هي المصدر الوحيد المحتمل لهذه البكتريا، مضيفاً أنه لا يوجد أيضاً دليل على أن البراعم التي تنتجها المزرعة المشتبه بها هي مصدر تلك البكتريا. وكانت وزارة الزراعة المحلية في ولاية سكسونيا السفلى غربي ألمانيا أعلنت أمس نتائج أول فحص لعينات براعم مستنبتة يشتبه في أنها مصدرعدوى (إي كولاي) النزيفية. وقال المتحدث باسم الوزارة " جيرت هانه" إنه تم أخذ نحو 40 عينة من البراعم التي كانت تنتجها المزرعة المشتبه بها والمغلقة حالياً، إلا أنه لم يتضح بشكل قاطع وجود عنصر البكتريا في تلك البراعم. وقال المتحدث باسم الوزارة إن التحريات عن مصدر هذه البكتريا صعبة لأن أحداث الإصابة ترجع إلى أسبوعين أو أربعة أسابيع. وفي ألمانيا أثارت موجة الوباء الحديثة الكثير من الانزعاج بسبب التضارب في التصريحات المتعلقة بمصدر العدوى، وقال مدير دائرة الصحة والتغذية في مكتب المستهلكين الألمان ستيفان اتجيتو "من المؤسف أن نرى وزراء إقليميين يبادرون بالإدلاء بتصريحات بشأن النتائج. كان الأحرى أن تصدر المعلومات عن معهد روبرت-كوخ المرجعي للرقابة الصحية". وفي بروكسل، أعلنت المفوضية الأوروبية عزمها اقتراح تعويضات مالية على منتجي الخضار والفاكهة الذين تضررت مبيعاتهم بسبب الوباء، خلال اجتماع غير اعتيادي لوزراء الزراعة الأوروبيين في لوكسمبورغ الذي سيعقد اليوم، ولم يتم تحديد مبالغ للتعويضات التي تطالب بها أسبانيا وكذلك فرنساوهولندا وبلجيكا وحتى ألمانيا. وتطالب أسبانيا، أكثر المتضررين من اتهامها بأنها مصدر الوباء، كذلك بمراجعة النظام الأوروبي للإنذار وإدارة الأزمات المرتبطة بالمنتجات الغذائية. وقالت وزارة الصحة الأسبانية ليري باخين لدى وصولها أمس إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء الصحة الأوروبيين "ليس لدينا بعد إعلان رسمي ومؤكد حول مصدر الوباء"، وأضافت "ينبغي التحرك لتفادي تكرار مثل هذا الوضع، لأننا منينا بأضرار كبيرة ولا يمكن إصلاحها".