(رويترز) - طالبت حشود ضخمة في صنعاء ومدن يمنية أخرى يوم الجمعة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحي بعد شهور من الاضطرابات الشعبية وضعت أفقر دولة في العالم العربي على شفا انهيار اقتصادي. ولكن صالح قال في كلمة تحد أمام ألوف من مؤيديه يلوحون بالاعلام اليمنية " سنواجه التحدي بالتحدي". وقال مسعفون وشهود ان ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 اخرون عندما أطلقت القوات النار على حشد في مدينة اب جنوبي صنعاء. ورد المحتجون بأشعال النار في حاملة جنود مصفحة . وأصيب ثلاثة محتجين بنيران الاسلحة في مدينة تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن. وبذلك يرتفع العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء الاحتجاجات الى 170 على الاقل طبقا لحصر لاعداد القتلى أعدته رويترز. وتشبث صالح وهو سياسي مراوغ صمد في مواجهة المعارضة بالسلطة رغم الانشقاقات في صفوف السياسيين وضباط الجيش والزعماء القبليين. وجرى نشر عربات مصفحة وجنود وطلبة في الكلية الحربية مزودين بهروات في صنعاء لاحتواء حشود هائلة من المحتجين على طول سبعة كيلومترات في شارع رئيسي في العاصمة. وردد المحتجون المناهضون لصالح هتافات تؤكد صمودهم وتتهم صالح بالفساد ورددوا هتافات أخرى تؤكد الطابع السلمي للاحتجاجات وترفض الحرب الاهلية. ونظم المحتجون في صنعاء وتعز والحديدة جنازات لنحو 13 محتجا قتلوا يوم الاربعاء. وفي صنعاء شيعت ستة جثامين الى قبور نثرت فيها ورود حمراء. وحمل بعض المحتجين لافتات توعدت بعدم الصمت على جرائم النظام وتثمن دم الشهداء. وفي اب شارك عدد من رجال الشرطة العسكرية في جنازة رجل قتل في اضطرابات يوم الاربعاء. وندد صالح الذي ألقى كلمة أمام مؤيديه بمعارضيه ووصفهم بالمخربين ونصحهم بأن يلجأوا الى صناديق الاقتراع. وقال صالح ان أنصاره لم يقدموا على ما أقدم عليه المعارضون لحكمه من "قتل النفس المحرمة أو قطع الطريق لمنع مرور قاطرات الغاز والنفط من مأرب فهذه موارد ملك للشعب." وتابع قائلا أنها "ثروة للشعب وملك للشعب ومن عائداتها يأكل الشعب ويشرب فمنها تصرف مرتبات الموظفين وتمول مشاريع التنمية." وقال للمحتجين " كفاكم لعب بالنار." وألمحت تصريحات الرئيس الى مخاوف جدية على مستوى رفيع من بشأن تخريب أنابيب النفط والضرر الاقتصادي بسبب الصراع والتي سلط الضوء عليها في وقت سابق وزيران كبيران في الحكومة اليمنية. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن وزير النفط والمعادن أمير العيدروس قوله أمام البرلمان انه اذا استمرت المشكلة فلن تستطيع الحكومة الوفاء بالحد الادني من احتياجات المواطنين. وأضاف أن الوضع سيشكل كارثة تفوق الخيال. ونقلت الوكالة عن هشام شرف وزير التجارة والسياحة قوله ان الاضطرابات التي بدأت في أواخر يناير كانون الثاني كلفت اليمن خمسة مليارات من الدولارات أو نحو 17 بالمئة من ناتجه المحلي الاجمالي لعام 2009 . وتزايد القلق الدولي تجاه عدم الاستقرار في اليمن وهو مقر جناح طموح لتنظيم القاعدة والذي أقسم زعيمه بالانتقام لمقتل أسامة بن لادن على أيدي القوات الامريكية. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "تشعر الولاياتالمتحدة بقلق بالغ من أعمال العنف التي وقعت في الاونة الاخيرة في أرجاء اليمن وننضم الى (كاثرين) اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في التنديد بقوة بهذه الاعمال المثيرة للقلق." وعرض صالح حوارا بناء مع أحزاب المعارضة لكنه لم يقدم وعدا بالتوقيع على خطة خليجية وافقت عليها أحزاب المعارضة بالفعل. وتقضي الخطة بأن يتنحى صالح خلال 30 يوما بدلا من تنحيه عندما تنتهي فترة رئاسته في عام 2013 . كذلك أثار الاتفاق الذي تتوسط فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست غضب كثير من المحتجين الشبان المعارضين لصالح لانه يعطي الرئيس حصانة من المحاكمة. وحثت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاوروبيون جميع الاطراف على توقيع الاتفاق وتنفيذه ولكن قطر العضو في مجلس التعاون الخليجي انسحب أمس الخميس مشيرة الى المماطلة وغياب الحكمة. وقال شادي حميد مدير مركز بروكينجز الدوحة ان الخطوة التي أقدمت عليها قطر لم تغير من الامور كثيرا. وقال لرويترز "مجلس التعاون الخليجي عجز. انه لم يستطع اقناع صالح بالتخلي عن السلطة ولذلك اعتقد أننا نعود الى المربع الاول." وقتل رجال قبائل مسلحون ثلاثة جنود في هجوم على عربة تابعة للجيش. والجنود الثلاثة من وحدة موالية للواء على محسن وهو من القبيلة التي ينتمي اليها صالح لكنه انشق وانضم الى المعارضة. وانشق كثير من رجال القبائل على صالح. وانضم الاف من قبائل خولان غير المسلحين على ما يبدو الى المظاهرات في صنعاء. وأعلن زعيمهم الشيخ بكيل الصوفي أمام المحتجين الانضمام الى المعارضة والوقوف الى جانبها الى أن يرحل النظام. ودعاهم الى ترديد "النصر أو الشهادة". وحث الشيخ محمد الفاشق في خطبة الجمعة الجيش على عدم اطاعة أوامر صالح. وقال شهود ان عشرات ألوف المتظاهرين حاولوا تنظيم مسيرة الى قصر الرئاسة في مدينة الحديدة ولكن قوات الامن منعتهم. ولم يبلغ عن وقوع اشتباكات. وفي المكلا وهي واحدة من بين عشر مدن في جنوب اليمن تعمها الاحتاجاجات ردد المتظاهرون شعارات تطالب صالح بالرحيل وترفض التفاوض