في حين يسعى محتجون لتصعيد حملتهم ذكرت وكالة (رويترز) للأنباء أن الشرطة اليمنية فتحت النار على محتجين في صنعاء وتعز يوم الثلاثاء فقتلت ثلاثة اشخاص على الاقل في حين يسعى محتجون لتصعيد حملتهم لانهاء حكم الرئيس على عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما ، ووقعت الاشتباكات بينما اجتمع وسطاء خليجيون مع وفد من الحكومة في ابو ظبي لمناقشة خطة لانتقال السلطة في البلد الفقير ذي الموقع الاستراتيجي الذي يعد ساحة أساسية في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على تنظيم القاعدة. وانتهى الاجتماع في الامارات العربية المتحدة باصدار بيان مقتضب يقول ان المحادثات كانت (بناءة وتعبر عن رغبة الاطراف في الوصول الى اتفاق) وذلك على الرغم من ان المعارضة نفسها لم تشهد الاجتماع. وقال المسعف محمد قباطي ان شخصين قتلا واصيب نحو 100 اخرين بالرصاص عندما صدت شرطة مكافحة الشغب محتجين كانوا يسيرون باتجاه شارع الزبير الرئيسي في العاصمة صنعاء بالقرب من منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال شهود عيان ان المحتجين رشقوا شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة تابعة لقوات الامن. وعرضت قناة الجزيرة الفضائية لقطات مصورة لمسعفين يعالجون عشرات من المصابين الملطخين بالدماء. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن صالح أمر باجراء تحقيق في الواقعة وألقت باللائمة فيها على نشطاء من المعارضة. وذكرت وسائل الاعلام أن هؤلاء النشطاء خطفوا عشرة من أفراد شرطة مكافحة الشغب وأصابوا 30 اخرين بجروح خلال هجمات على الجنود وعلى المارة. وقال موقع (26 سبتمبر) على الانترنت ان المعارضة كلفت بعض (المندسين) باطلاق النار من منازل على مسيرة بشارع الستين. وقال شاهد من رويترز ان شرطة مكافحة الشغب أطلقت النار بعد أن بدأ المحتجون الذين حالت نقطة تفتيش دون تقدم مسيرتهم يلقون أكياسا مملوءة بالطلاء على الجنود من منازل مطلة على المكان ويرددون هتافات مناهضة لصالح. وحتى الان اقتصر تنظيم الاحتجاجات بشكل أساسي على منطقة تحيط بجامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون في خيام منذ فبراير شباط للضغط من أجل اصلاح سياسي بينما تجمع انصار صالح في أماكن اخرى بالعاصمة. وقتل شخص واحد على الاقل بالرصاص واصيب اخر في تعز جنوبي صنعاء مع سعي المتظاهرين لاختبار مدى رد فعل قوات الامن بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بصالح. وأطلقت الشرطة الرصاص في تعز عندما اضرم محتجون النار في اطارات سيارات بالشارع. وقالت مصادر المعارضة ان قوات الامن اعتقلت مذيعا تلفزيونيا شهيرا في مطار صنعاء كان قد ترك التلفزيون الحكومي وانضم الى قناة تلفزيونية للمعارضة يديرها الزعيم القبلي حامد الاحمر. ولم يمكن محادثة مسؤولين امنيين لسؤالهم التعقيب. وقال دبلوماسيون ان اعضاء مجلس الامن التابع للامم المتحدة دعوا الى ضبط النفس والحوار السياسي في اليمن في حين ناقش المجلس العنف الدائر هناك للمرة الاولى يوم الثلاثاء. غير ان اجتماع المجلس خلف ابواب مغلقة الذي طلبته المانيا لم يتفق على بيان علني بشأن اليمن لان بعض المبعوثين ارادوا اجراء مشاورات مع عواصم بلادهم. وقال محمد المحمدي وهو محتج من تعز (لجأوا (المتظاهرون) لهذه الاساليب لمحاولة تصعيد الوضع لانهم يشعرون بأن مطالبهم لا تلبى). وهتف المحتجون مطالبين بأداء التحية لجنود ينتمون لكتيبة موالية للواء علي محسن الذي ارسل قواته لحماية المتظاهرين في صنعاء وذلك اثناء مرورهم أمام موقع للجيش تحرسه قوات محسن. وفي الايام القليلة الماضية حاول محتجون في صنعاء وميناء الحديدة على البحر الاحمر تنظيم مسيرات خارج مناطق الاحتجاج التقليدية لهم مما قاد لاشتباكات مع الشرطة التي سعت لمنعهم. وحاول حلفاء غربيون وفي دول الخليج العربية دون طائل التوصل لحل يشمل تنحي صالح الذي يقول انه يريد تسليم السلطة ولكن فقط (لاياد امينة). وتقول دول غربية والدول العربية المجاورة لليمن انها تخشى أن تقود الاشتباكات المتواصلة في هذه الدولة -- حيث فقد صالح السيطرة على بعض المحافظات بالفعل -- لحالة من الفوضى يستغلها جناح نشط للقاعدة يعمل في اليمن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان المعارضة اليمنية يجب ان تتجنب الامتناع عن المشاركة في المحادثات على امل الحصول على مساعدة أجنبية للاطاحة بالحكومة. وأضاف أثناء زيارة لصربيا (هذا منطق بالغ الخطورة يمكن ان يسبب سلسلة من ردود الفعل...جميع المسؤولين وخاصة أعضاء مجلس الامن الدولي يجب الا يختاروا الصراعات وانما الحوار). والتقى وفد من معارضي صالح -الذين رفضوا في بداية الامر المحادثات التي تقودها الدول الخليجية لانها لا تضع جدولا زمنيا لرحيل صالح- مع وزراء من دول الخليج يوم الاحد في الرياض وذلك لابداء ما لديهم من اعتراضات. وقال مشعل مجاهد احد منظمي احتجاج في صنعاء (نعلق امالا عريضة على ان ينتزع اجتماع ابوظبي التزاما برحيل صالح. لا نعتزم حاليا تنظيم مسيرة للقصر ولكن سنصعد الاحتجاجات باضراب مدني شامل). وأرسل اليمن وفدا رفيعا يضم وزير الخارجية ابو بكر القربي وعبد الكريم الارياني رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاسبق المعروف في واشنطن. وحذر صالح -- الذي قبل الوساطة الخليجية -- من حرب اهلية وانقسام البلاد اذا اجبر على التنحي. وقتل اكثر من 117 محتجا في اشتباكات مع قوات الامن منذ اواخر يناير كانون الثاني. وقالت لجنة لمراقبة الاعلام مقرها الولاياتالمتحدة ان صحفيا يمنيا يعمل لدى قناة تلفزيون اسلامية معارضة أصبح في عداد المفقودين بعد ان استدعته السلطات.