قتل أكثر من 15 شخصاً برصاص قوات الأمن اليمنية بصنعاء مساء أمس الأربعاء خلال تظاهرة بالقرب من مبنى التلفزيون تطالب بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح . وقال أحد المحتجين، رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية عبد السلام محمد الهبيط إن قناصة يتبعون لأجهزة الأمن اعتلوا منشآت حكومية وأطلقوا الرصاص على المتظاهرين ما أدى (إلى استشهاد 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات) بجروح. وعبر الهبيط عن استنكاره (للمجزرة التي تأتي عقب الاتفاق على المبادرة الخليجية) لحل الأزمة اليمنية التي قال إن صالح استخدمها (كغطاء لكسب مزيد من الوقت وتوجيه ضربات للثوار المعتصمين والمتظاهرين سلميا آخرها ما حصل الأربعاء). وأضاف (يبدو أن صالح يخطط لحالة من الفوضى الأمنية تربك ثورة الشعب والشباب قد تؤدي إلى عدم استقرار اليمن في حالة رحيله). وصعد عشرات الآلاف من اليمنيين احتجاجاتهم الأربعاء ومنعوا الوصول لميناء رئيسي في حين اقترب مفاوضون خليجيون على ما يبدو من إبرام اتفاق يقضي بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة. ويرتاب المحتجون في الخطة الخليجية التي أيدتها الحكومة والائتلاف المعارض الرئيسي في البلاد لأنها تمنح صالح مهلة شهرا للاستقالة وحصانة له ولأسرته من المحاكمة. وهتف محتجون خارج ميناء الحديدة على البحر الأحمر مطالبين برحيل صالح في حين استمرت العمليات البحرية دون تأثر. وقال مسؤولون محليون وآخرون في مستشفى إن اشتباكات اندلعت في جنوب اليمن بين محتجين مناهضين للحكومة أغلقوا طرقا بإطارات محترقة وقوات الأمن اليمنية مما أسفر عن مقتل محتج وجندي. وقالت تقارير سابقة إن جنديين قتلا. ومن المتوقع توقيع الاتفاق الذي يهدف لإنهاء المواجهة السياسية في اليمن يوم الأحد المقبل في الرياض بعد ثلاثة أشهر من نزول آلاف اليمنيين إلى الشوارع للمطالبة بالإطاحة بصالح مستلهمين انتفاضتي مصر وتونس اللتين أطاحتا برئيسي البلدين. ومال ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة ضد صالح بعد أسابيع من العنف والانشقاقات العسكرية والتحولات السياسية. وفي الحديدة قال منظم الاحتجاج عبد الحافظ معجب إن خفر السواحل رحب بالمتظاهرين ورفع لافتة كتب عليها أنه لن يستخدم سلاحه ضد المواطنين. وقال المحتج معاذ عبد الله (سنغلق الميناء لان إيراداته تستخدم في تمويل البلطجية) في إشارة لرجال أمن يرتدون ملابس مدنية ويستخدمون عادة الخناجر والعصي لتفريق المحتجين. والمشاركة الضخمة في الاحتجاجات توضح قدرة المحتجين وغالبيتهم من الشبان وبينهم طلاب ورجال قبائل ونشطاء على إفساد الاتفاق. وتعهد المحتجون بالبقاء في الشوارع إلى أن تنفذ مطالبهم. ولم يتضح ما إذا كانت أحزاب المعارضة -التي تضم إسلاميين وقوميين ويساريين شاركوا في الحكومة على فترات متقطعة خلال السنوات الماضية- قادرة على وقف الاحتجاجات حتى وان كان ذلك شرطا ينص عليه اتفاق نقل السلطة. وتريد واشنطن والمملكة العربية السعودية حل الأزمة خشية الانزلاق نحو مزيد من اراقة الدم مما يتيح فرصة أكبر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن للعمل. وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت إليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع ائتلاف المعارضة على أن تجرى انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته. ويشعر خبراء بالقلق من أن فترة الثلاثين يوما ربما تتيح فرصة لتخريب محتمل. وقال محمد باسندوة الزعيم المعارض الكبير الذي ينظر إليه على أنه مرشح لقيادة الحكومة الانتقالية إنه يتوقع توقيع الاتفاق دون إجراء مزيد من المفاوضات وإن من غير المتوقع أن يحضر صالح اجتماع الرياض. وأضاف أن صالح الذي يقود البلاد منذ 32 عاما سيوقع الاتفاق في صنعاء في حين ستوقعه المعارضة في الرياض في حضور وفد حكومي. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان واثقا من أن صالح سيتنحى بعد مهلة الثلاثين يوما قال باسندوة إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية ضمنت التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق. وصرح مسؤول حكومي محلي بأن اشتباكات اندلعت في عدن عندما حاول محتجون شبان فرض إضراب عام أصاب الميناء بالشلل واغلقت معظم الشركات والمدارس. وهناك اضرابات في تعز التي شهدت بعضا من اضخم الاحتجاجات ضد صالح وفي إب جنوبي العاصمة. وفي أماكن أخرى بالجنوب قال مسؤول محلي إن مسلحين قتلوا بالرصاص جنديين وأصابوا خمسة في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية اليوم ألقي باللوم فيه على موالين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقتل نحو 130 محتجا بعد أن اجتاحت الاضطرابات اليمن الذي يبلغ دخل نحو 40 بالمئة من سكانه دولارين يوميا أو أقل ويواجه ثلث السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة جوعا مزمنا.