وسط تعثر الاجتماعات الدولية والوساطات الخليجية، يبقى التدهور الأمني سيدا للموقف حيث قتل متظاهر في الحديدة وشرطي في عدن أمس ما يرفع حصيلة اشتباكات قوات الأمن المركزي مع المحتجين، فيما أفرجت السلطات عن أربع طبيبات اعتقلن مساء امس الأول. بموازاة ذلك، انتهى اجتماع وزراء الخارجية الخليجيون مع الوفد الحكومي اليمني استمر حتى وقت متأخر ليل أمس الأول دون الوصول الى نتيجة تذكر. وهو ثاني اجتماع للوساطة مع أطراف النزاع في اليمن بعد اجتماع الأحد الماضي في الرياض مع المعارضة. وانتهى الاجتماع دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح. وأكد بيان صادر عن الاجتماع أنه (تم خلال الحوار تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية وكان الحوار بناء وعكس رغبة الجانبين في التوصل الى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني الى حياة آمنة مستقرة كريمة). الا ان المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية اكد في تصريحات صحافية ان الاجتماع لم يحقق اي اختراق. وقال احمد بن دغر للصحافيين (نحن نتمسك بالدستور ولا نستطيع ان نتجاوز الدستور) في إشارة إلى تمسك الرئيس اليمني بولايته الشرعية واصراره على ان يتم اي انتقال للسلطة في اطار الدستور، في حين تطالب المعارضة بتنحيه فورا بعد ان استمر حكمه 32 عاما. وفي سياق الجهود الدولية ايضا، فشل مجلس الامن الذي انعقد أمس الأول حول اليمن. وقال ديبلوماسيون ان معظم اعضاء المجلس اعربوا عن (الدعم الكامل) لجهود الوساطة الجارية التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لانهاء الازمة في اليمن غير ان المجلس فشل في اصدار بيان صحافي حول هذا الموضوع وذلك لان بعض الاعضاء يريدون التماس مزيد من التوجيه والتعليمات. واستمع أعضاء المجلس الى ايجاز من نائب السكرتير العام للشؤون السياسية لين باسكو ومبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن جمال بن عمر بشأن الوضع في اليمن. وصدر بيان صحافي وزعته لبنان وألمانيا اعرب فيه أعضاء المجلس عن دعمهم الكامل لدور الوساطة الذي تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي وعن قلقهم إزاء الأزمة السياسية في اليمن مطالبين الاطراف كافة بممارسة ضبط النفس والدخول في حوار سلام شامل لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني. ويأتي ذلك فيما افادت مصادر طبية عن ارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء امس الأول الى خمسة قضوا جميعهم بالرصاص اثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، فضلا عن مقتل شخص في مدينة تعز جنوب صنعاء امس الأول ايضا. واثر سقوط قتلى دعت لجنة تنظيم التظاهرات الى مسيرات احتجاج في كافة انحاء البلاد. وميدانيا، قالت لجنة تنظيم التظاهرات في الحديدة على البحر الاحمر ان مسلحا على دراجة نارية اطلق النار فجر أمس على متظاهرين في المدينة مما ادى الى مقتل احدهم. وقام المسلح الذي نجح في الفرار باطلاق النار على متظاهرين كانوا نائمين في مكان الاعتصام في ساحة النصر في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الاحمر. إلى ذلك، قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون في اشتباكات وقعت أمس بين الشرطة والمتظاهرين المناوئين للرئيس في خور مكسر بمدينة عدن حسبما افاد مصدر امني لوكالة فرانس برس. واكد مصدر طبي مقتل الشرطي وأشار إلى أن المستشفى استقبل قتيلا وثلاثة جرحى جميعهم من عناصر قوات النجدة. وشلت الحركة بشكل شبه تام أمس عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزاما ب (عصيان مدني) دعت اليه تنسيقية شباب (ثورة 16 فبراير) في المدينة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. في غضون ذلك، كشفت صحيفة يمنية أمس عن اعتقالات طالت قيادات عسكرية بقاعدة العند الجوية الواقعة بمحافظة لحج جنوب اليمن وان المعتقلين هم من المنشقين عن نظام الرئيس علي عبدالله صالح.