حط رواد الفضاء على سطح المريخ، الاثنين، وخطوا خطواتهم الأولى، وذلك بعد عام على بدء مهمتهم إلى الكوكب الأحمر.. ولكن، انتظروا، فالرحلة ليست حقيقية، وإنما محاكاة لرحلة إلى الكوكب الأقرب إلى كوكبنا. والرحلة المحاكاة، ما هي إلا اختبار لما سيحدث خلال الرحلة الحقيقة إلى المريخ، في محاولة لخوض تجربة تنفيذ رحلة مأهولة إلى ذلك الكوكب، بطاقم من عدد من رواد الفضاء من دول مختلفة. وخلال التجربة، تم إغلاق المركبة التي تخلو من النوافذ، على ستة رواد فضاء، هم ثلاثة رواد فضاء من روسيا ورابع من فرنسا وخامس إيطالي وسادس صيني. ومن المقرر أن يقضي رواد الفضاء الستة عاماً ونصف العام، أو 520 يوماً، في تلك الكبسولة، دون أن يتمكن أي منهم من رؤية أحد "من سكان الأرض"، حيث سيقضي الرواد في المركبة الفضائية الوقت اللازم لرحلة إلى المريخ والهبوط على سطحه ثم العودة إلى الأرض، كما لن يرى الرواد ضوء النهار خلال هذه المدة. وتحاكي التجربة طبيعة الحياة والعيش داخل سفينة فضاء أثناء رحلتها إلى المريخ، بما فيها الهبوط على سطح الكوكب الأحمر، لكنها لن تشتمل على التواجد في حالة انعدام الوزن طوال الوقت. وخلال تجربة المحاكاة، "هبط" الرواد على سطح الكوكب الأحمر، السبت الماضي، وكذلك يوم الاثنين، وأكمل رائدا الفضاء الروسي، ألكساندر سمولفسكي، والإيطالي، دييغو أوربينا، أول جولة على سطح المريخ، وارتديا خلال المسير ملابس خاصة برواد الفضاء ومعدلة وتتسم بكونها خفيفة الوزن وذلك لمدة 40 دقيقة. وقال أوربينا: "استكشف الأوروبين الأرض طوال قرون، وكان في طليعتهم كولمبوس وماجيلان، واليوم، وبالنظر إلى سطح الكوكب الأحمر، يمكنني تخيل مدى الإثارة في عيني أول شخص ستطأ قدماه سطح المريخ." وتشارك في التجربة وكالة الفضاء الأوروبية، التي كانت قد بدأت البحث عن 12 متطوعاً يتمتعون برؤية خاصة عن الكواكب ممن يبحثون عن الإثارة ولن يصابوا بالممل بسهولة أو سرعة، وذلك للقيام برحلة محاكاة إلى المريخ تستمر 520 يوماً في ظل ظروف "عزلة وانحباس تامين." وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد بدأت العمل على هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم "المريخ 500"، بالتعاون مع معهد المشكلات الطبية الحيوية في موسكو، حيث ستجري تجربة المحاكاة والتي ستتضمن عدداً من الروس، الذين سيتم اختيارهم في روسيا بصورة مستقلة. وتعتبر هذه التجربة الأطول أمداً بين التجارب التي أجرتها وكالة الفضاء الأوروبية - التي تضم في عضويتها 17 دولة - بحسب ما أشار مسؤولون فيها.