(رويترز) - قال ساسة لبنانيون يوم الثلاثاء ان المبادرة السورية السعودية فشلت في التوصل الى اتفاق للحد من التوتر السياسي في لبنان بشأن مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري. ومنذ يوليو تموز عملت السعودية وسوريا اللتان تدعمان معسكرين متنافسين في لبنان من اجل تخفيف التوترات الناشئة بسبب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري عام 2005 والتي شلت عمل الحكومة في لبنان واحيت المخاوف من اندلاع صراع طائفي مجددا. وقال الزعيم المسيحي ميشال عون وهو حليف حزب الله للصحفيين "نشكر جلالة الملك (السعودي عبد الله) على الجهود التي بذلها كذلك نشكر الرئيس بشار الاسد بالرغم من ان هذه المبادرة انتهت من دون نتيجة." وقال مصدر سياسي بارز في المعارضة بعد اجتماع مسؤولين من حزب الله وحركة امل الشيعيين وحلفائهما المسيحيين مع الرئيس ميشال سليمان "ابلغنا فخامة الرئيس باننا نريد عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين والغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة." اضاف المصدر لرويترز "في حال انعقاد الجلسة وعدم اتخاذ هذه القرارات او عدم انعقادها اصلا فنحن سننسحب من الحكومة." وعبر وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش عقب اجتماع لوزراء المعارضة عن الاسف لوصول المسعى السعودي السوري الى طريق مسدود "بسبب الضغوطات الامريكية وعدم قدرة الفريق الاخر على تجاوزها." وقال "حرصا منا على عدم ترك البلد فيما يتعرض له من تعطيل بادرنا كفريق سياسي لعقد الاجتماعات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونسعى معه لعقد جلسة لمجلس الوزراء لكي يتم تحمل المسؤولية تجاه التطورات لا سيما تجاه المحكمة الدولية والقرار الظني." واشار فنيش الى ان فريقه بانتظار جواب الرئيس سليمان يوم الثلاثاء او يوم الاربعاء. والقى فنيش اللوم على الولاياتالمتحدة في عرقلة مساعي الرياض ودمشق لايجاد حل. وقال انه جرت جهود عربية اتاحت للبنانيين الفرصة للعمل بشكل ايجابي وان هذه الجهود لم تنجح بسبب التدخل الامريكي. واجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سلسلة اجتماعات في الولاياتالمتحدة في الايام الاخيرة. والحريري موجود في نيويورك منذ يوم الجمعة لمحادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان جي مون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال البيت الابيض في بيان ان الحريري سيلتقي يوم الاربعاء بالرئيس باراك اوباما "لمناقشة مساندة الولاياتالمتحدة لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره والعمل المتواصل للمحكمة الخاصة للبنان وقضايا اقليمية اخرى." وتوقع دبلوماسيون توجيه اتهامات لاعضاء في حزب الله الذي يشارك بوزراء في حكومة الحريري. ومن المتوقع ان ترسل هذا الشهر لائحة الاتهام الى قاضي المحكمة الذي سيبت في أمر القضية. ونفى حزب الله أي دور له في مقتل الحريري ورفض التحقيق المستمر منذ خمس سنوات في التفجير الذي يقول ان وراءه اهدافا سياسية وطالب رئيس الوزراء اللبناني بعدم التعاون مع المحكمة التي تقود التحقيق بدعم من الاممالمتحدة. وهو مطلب لم يجد استجابة حتى الان. وقال محللون انه اذا وجهت المحكمة اتهامات بالفعل لاعضاء في حزب الله فقد ينسحب من الحكومة هو وحلفاء له من الشيعة والمسيحيين بغرض اسقاطها. وقد تنهار الحكومة اذا استقال وزراء المعارضة العشرة بالاضافة الى وزير الدولة عدنان السيد حسين المؤيد للرئيس ميشال سليمان. ودعا عون الحكومة الى الاجتماع وحمل انصار الحريري مسؤولية افشال المسعى السعودي السوري قائلا "اعتقد ان ... فريق الرئيس سعد الحريري لم يتجاوبوا مع المساعي ووصلنا الان الى طريق مسدود على مستوى المبادرة." وجاءت تصريحات عون بعد اربعة ايام من تصريحات لرئيس الحكومة سعد الحريري في مقابلة صحفية بأن التفاهم السعودي السوري "ناجز وينتظر التنفيذ" لكنه أصر على ان حزب الله وحلفاءه عليهم اتخاذ الخطوة الاولى. وقال النائب الشيعي في كتلة تيار المستقبل برئاسة الحريري عقاب صقر لرويترز" ما زلنا نعول على الجهد العربي بدعم الحلول اللبنانية وما زلنا ننتظر من اصحاب المبادرة الاعلان عما وصلت اليه الامور وكلنا امل ان نصل الى الحلول التي ترضي الجميع." اضاف "ان مساعي حل الازمة التي يقودها الرئيس الحريري ستتواصل مع رئيس الجمهورية."