اعتبر النائب ميشال عون أن المبادرة السعودية السورية حول لبنان «انتهت من دون نتيجة»، داعيا إلى اجتماع حكومي للبحث في مخرج جديد للأزمة المتمحورة حول المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رفيق الحريري. وقال عون للصحافيين «المبادرة السعودية السورية انتهت من دون نتيجة. زاعما أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لم يتجاوب مع المساعي، ووصلنا إلى طريق مسدود على مستوى المبادرة». وأضاف أنه اطلع على عدم جدوى المبادرة من «حزب الله وحركة أمل». وكان الحريري أفاد في تصريح له قبل مغادرته إلى الولاياتالمتحدة الجمعة أن المسعى السعودي السوري الذي يحكى عنه منذ أشهر أنجز بالفعل، راميا الكرة في ملعب خصومه من أجل تنفيذه. وقال إن «من يوحي بأن على رئيس الحكومة أن يقوم بما عليه، عليه هو في الحقيقة أن يقوم بما التزم به. وكل ما عدا ذلك هو محاولة لتفشيل كل الجهود السعودية السورية». في الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس أن أخبار مساعي حل الأزمة في لبنان «غير مشجعة»، وذلك بعد إعلان النائب اللبناني ميشال عون انتهاء الوساطة السعودية السورية من دون نتيجة. وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور الدوحة «نحن نعرف أن هناك مساعي كثيرة تبذل» و«آخر الأخبار الآن غير مشجعة». وشدد الشيخ حمد على أهمية استقرار لبنان وقال إن بلاده مهتمة «بألا يعتقد أي طرف أنه يستطيع أن يحكم لبنان وحده». ودعا رئيس الوزراء القطري إلى «حل أي قضية بالحوار البناء» كما أكد أنه «يجب أيضا ألا تتعطل الحكومة أو يتعطل عملها لأن هذا يؤخر لبنان، ولبنان بلد حيوي يحتاج أن ينمو ويحتاج إلى مجلس وزراء فعال». ومع هذا التطور الجديد، تدخل لبنان في مرحلة الصراع السياسي على مستوى أوسع، خصوصا بعد الإعلان رسميا من قبل قوى 8 آذار عن انسداد الأفق أمام المسعى السعودي السوري حول الملفات الشائكة في لبنان، وعلى رأسها ملف شهود الزور والقرار الظني المنتظر من المحكمة الدولية والذي يعتقد أنه سيوجه الاتهام إلى عناصر من حزب الله. وفي الوقت ذاته، أعلنت المعارضة بعد اجتماع لها أنها طلبت من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي التقته أن يتصل برئيس الحكومة سعد الحريري الموجود خارج لبنان لعقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في إيجاد حل للأزمة اللبنانية. وأبلغ الوزير محمد فنيش وهو من وزراء حزب الله الصحافيين إثر انتهاء اجتماع قادة المعارضة أن الوزراء معارضة بانتظار جواب من رئيس الجمهورية بعد اتصاله برئيس الحكومة حول طلبها دعوة مجلس الوزراء لاجتماع للبحث في إيجاد حل للأزمة.