أعلن الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون يوم الثلاثاء، 11 يناير 2011، انتهاء المبادرة السورية- السعودية للحد من التوتر السياسي في لبنان حول مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري من دون نتيجة. ومنذ يوليو عملت السعودية وسوريا معا من اجل تخفيف التوترات الناشئة بسبب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري عام 2005 والتي شلت عمل الحكومة في لبنان واحيت المخاوف من اندلاع صراع طائفي مجددا. وقال عون وهو حليف حزب الله للصحفيين "نشكر جلالة الملك (خادم الحرمين الشريفين) على الجهود التي بذلها كذلك نشكر الرئيس بشار الاسد بالرغم من ان هذه المبادرة انتهت من دون نتيجة". وقال مصدر سياسي بارز في المعارضة بعد اجتماع مسؤولين من حزب الله وحركة امل الشيعيين وحلفائهما المسيحيين مع الرئيس ميشال سليمان "أبلغنا فخامة الرئيس باننا نريد عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين والغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة." اضاف المصدر لرويترز "في حال انعقاد الجلسة وعدم اتخاذ هذه القرارات او عدم انعقادها اصلا فنحن سننسحب من الحكومة." وتوقع دبلوماسيون توجيه اتهامات لاعضاء في حزب الله الذي يشارك بوزراء في حكومة الحريري. ومن المتوقع ان ترسل هذا الشهر لائحة الاتهام الى قاضي المحكمة الذي سيبت في أمر القضية. ونفى حزب الله أي دور له في مقتل الحريري ورفض التحقيق المستمر منذ خمس سنوات في التفجير الذي يقول ان وراءه اهدافا سياسية وطالب رئيس الوزراء اللبناني بعدم التعاون مع المحكمة التي تقود التحقيق بدعم من الاممالمتحدة. وهو مطلب لم يجد استجابة حتى الان. ودعا عون الحكومة الى الاجتماع وحمل انصار الحريري مسؤولية افشال الاتفاق قائلا "اعتقد ان ... فريق الرئيس سعد الحريري لم يتجاوبوا مع المساعي ووصلنا الان الى طريق مسدود على مستوى المبادرة." وقال عون ان اللبنانيين لن يسلموا بالطريق المسدود وتحدث عن مبادرة لبنانية لبنانية بدلا من المبادرة السورية- السعودية. ويعقد وزراء من حزب الله وحلفائه اجتماعا في منزل عون للبحث في الخطوات اللاحقة. وقال محللون انه اذا وجهت المحكمة اتهامات بالفعل لاعضاء في حزب الله فقد ينسحب من الحكومة هو وحلفاء له من الشيعة والمسيحيين بغرض اسقاطها. ويمكن للحكومة ان تنهار في حال استقال وزراء المعارضة العشرة بالاضافة الى وزير الدولة عدنان السيد حسين المؤيد للرئيس ميشال سليمان. وجاءت تصريحات عون بعد اربعة ايام من تصريحات لرئيس الحكومة سعد الحريري في مقابلة صحفية بأن التفاهم السعودي - السوري "ناجز وينتظر التنفيذ" لكنه أصر على ان حزب الله وحلفاءه عليهم اتخاذ الخطوة الاولى. وقال النائب الشيعي في كتلة تيار المستقبل برئاسة الحريري عقاب صقر لرويترز" لا زلنا نعول على الجهد العربي بدعم الحلول اللبنانية ولا زلنا ننتظر من اصحاب المبادرة الاعلان عما وصلت اليه الامور وكلنا امل ان نصل الى الحلول التي ترضي الجميع." اضاف "ان مساعي حل الازمة التي يقودها الرئيس الحريري ستتواصل مع رئيس الجمهورية."