في كتاب السر تقول المؤلفة روندا بايرن: " أفكارك الحالية تشكل حياتك المستقبلية , ما تركز عليه غالباً أو تفكر فيه سوف يظهر في حياتك.." بمعنى إن كل شيءٍ تفكر فيه إيجابياً كان أو سلبياً من أفكار أو توقعات أو مصيبة أو نجاح أو وظيفة أو حتى علاقة كالصداقة و الزواج فهي حادثة في حياتك بقوة جذبك لها , فالإنسان مثل التردد الذي يجذب إليه الموجات لتشتغل آلياً وفق منظومة محددة , وكما قال تعالى في تسخير الكون للإنسان" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ" , وهناك قصص كثيرة تؤيد فكرة قانون الجذب وقد تحدث عنها العديد من أهل الاختصاص بل أُلفت فيها مئات الكتب وكتبت فيها العديد من المقالات والدراسات والدورات التي تقام بمدة طويلة أو قصيرة المدى في هذا الشأن فقانون الجذب باختصار عمليته يهيئ لك الفرص وأنت تقتنصها في أفضلِ حال , فهل سألت نفسك يوماً لماذا أحلامك لا تتحقق , وأهدافك دائماً تفشل , وهل فكرت لماذا الحظ العاثر يصاحبك ولا تجد منه مفراً رغم أنك شخصاً مهيئاً لكل حُلم تريد تحقيقه وكل الفرص أمامك إلا أنها تتخاذل ولا تتم لك ثم تبدأ بالتذّمر والتشكي ثم تنسبها في أغلب الأحيان للعين والحسد في تعطيلك ! في احدِ محاضرات الدكتور نجيب الرفاعي خبير التنمية البشرية وهندسة النجاح التي حضرتها له تكلم عن كوامن قانون الجذب وكيف يعمل الإنسان على إسقاطات أحلامه في ظل الواقع ووفق الإمكانيات وأن هناك موجة تدعى " ألفا " وهي موجة كهربائية دماغية لا تنشط في الإنسان إلا وقت الفجر , فوقت الفجر كما ذكر هو وقت الجذب والجلب والحماية , لقد انتهت محاضرته تلك بمفهوم جملة واحدة وهي " إنك تستطيع فعل كل شيء إذا آمنت بقدراتك مثلما تفعل حينما تُسقط القلم على الأرض" وأشير هنا لقصة معلمة أعرفها كانت منذ الطفولة لها أمنية وهي التدريس في نفس المجمع الذي درست مرحلتها الابتدائية والمتوسطة فيها ,كانت تقول : سأكون معلمة في المدرسة الفلانية وسأحقق نجاحات عظيمة في مهنتي التعليمية , سأكون مشهورة على نطاق التعليم في المنطقة , وكل هذه أحلام في الطفولة والمراهقة كانت تحكيها لي أنا وصديقاتها وبنات الجيران , ومرت السنوات والتحقت هذه المعلمة بالجامعة وتخرجت منها بتفوق وبعد تخرجها بسنة تعاقدت كمعلمة في منطقة نائية ثم مالبثت عامٍ فيها وانتقلت لمدرسة أخرى داخل المنطقة ثم صدر توجيه من إدارة التعليم بانتدابها كُلياً للمدرسة التي كانت تقول لنا في أيام الطفولة أنها ستكون معلمة فيها , وبعدها بأيام قليلة من التحاقها للمدرسة صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بقرار تثبيت جميع موظفي العقود فتثبتت فيها , ومع ذلك فهي من أشهر معلمات المنطقة حالياً وحاصلة على شهادات تقديرية في مناسبات عديدة ! إن هذه المعلمة هي "أختي" ولم تلعب الصدفة أو الحظ في حياتها إطلاقاً كما يدعي البعض بل لأنها استغلت جيداً التركيز في تحقيق الجذب وتفعيل الفرص المساعدة فتم لها ما أرادت بإرادة الله .. إن قانون الجذب هو علم فلسفي فيزيائي وما هذه المقالة إلا فاصلة في هذا العلم العجيب *نبض حقيقة أدركتها في ظل اتساع دائرة علاقاتي الاجتماعية , وهي أن كل منا لديه في عقله جزء من كراكيب الطفولة . . بقلم أ. صباح بنت علي الاسمري صحيفة نجران نيوز الالكترونية