للطفولة ذكريات جميلة، يحملها كل إنسان في ذاكرته طوال الأعوام، إذ كبر وأصبح أباً في يوم من الأيام، سيتذكر تلك الطفولة في أبنائه، ويظل يقارن طفولتهم بطفولته، ولعلاقة مدير المدرسة مع طلابه في شكل دائم يظل للطفولة ذكرياتها التي لا تنسى، فمدير متوسطة حمد الجاسر ضيدان اليامي لم يتخيل أن يأتي معلمه الذي تعلم تحت يديه، وهو صغير، ليسأل عن طلاب المدرسة إلا حينما أصبح مديراً، ونظر بعمق لوجه معلمه، وأخبره بأنه ذلك الطالب المجد، وتعانق الاثنان، يقول: «لم أصدق هذا الموقف حينما حضر، وسألته هل أنت المعلم الذي علمتني، وعرفته بنفسي، وعانقني على الفور، وكادت الدموع تذرف من العينين، فمن زرع حصد، وهو الموقف الوحيد والمهم الذي له أثر في داخلي حينما كنت في يوم من الأيام مديراً لأحد المدارس الثانوية، فزارني أحد المشرفين التربويين، وإذا به مديري للمدرسة الثانوية التي كنت أحد طلابها، فعرفته بنفسي، فعرفني وضمني إلى صدره، وقال: الحمد لله أني أرى أمامي أحد أبنائي الطلاب مديراً وقائداً تربوياً لمدرسة ثانوية، فأوصاني وصايا الأب لابنه في مجال عمله، فما زالت تلك الوصايا لها الأثر الكبير في مجال عملي». «السعادة» بالنسبة إلى المدير ضيدان لا توصف بعد أن التحقت بجامعة الملك سعود كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية، وتخرج منها بتقدير «ممتاز» مع مرتبة الشرف الثانية، وحصل على الماجستير في السنة وعلومها، وأصبح أباً لسبعة أبناء. «وحلم الطفولة» تحقق حينما كان يحلم أن يكون معلماً، وذلك لتأثره في معلمه بالمرحلة الابتدائية الذي كان لهم دور في إيجاد هذا الحلم لنفسي، وقد تحقق هذا الحلم. وعن الصعوبات في سبيل تحقيق الحلم، فهو لم يجد أية صعوبة تواجهه في حياته وعمله، لأنه في الحقيقة على إيمان ويقين بأن النجاح لا يأتي من فراغ، ولن يصل الإنسان إلى مبتغاة وحلمه وطموحه إلا إذا استسهل الصعب وصار في حقه سهلاً. ولا يزال والداه هما من تركا بصمة في حياته، يقول: «لا شك أن والداي رحمهما الله كان لهما البصمة الأولى في حياتي وتعليمي، ثم معلمي في مراحل تعليمي، وأخص بالذكر الأستاذ عبدالله الحواس رحمه الله، وأخيراً سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، إذ تلقيت على يديه العلم الشرعي لأعوام عدة.