برنامج «إد إد و إدي» لا شك عندي أن الغالبية يعرفونه، وإن بشكل غير مباشر، ولكنه، وحده، ليس بالقضية، بل هو نتاج واحد من نتاجات كثيرة أفرزتها القنوات الفضائية التي شتتت أذهان أطفالنا ومزقتها شر ممزق! طول بقاء الطفل أمام الشاشة مشكلة كبيرة، لها آثار سلبية، اجتماعية ونفسية، بالإضافة إلى التعرّض للموجات الكهرومغناطيسية، ولكن الأدهى، هو المحتوى الذي يتابعه الطفل، والذي تعود له نسبة عالية من الجريمة، كما أكدت بعض الدراسات الحديثة، التي تشير إلى أن نسبة عالية من الجريمة، هي من تأثير برامج كرتونية، كان الناس يشاهدونها في صغرهم. الأمر الصادم لكم، والصاعق، بالنسبة لي، هو ما حدث لي من طفلي الصغير، الذي لم يتجاوز السابعة بعد، وهو يمازحني وفي يده قطعة بلا ستيكية، يضعها تحت صنبور الماء وهو يقول «تعويذة تجعلك طاهراً، السحر سيصل إليك، الجنية تطير، غيمة سوداء»، وتمتمات أخرى لم أستوعبها، بعد هول الصدمة جلست معه مستفسراً: «ما ذا تقول يا يزن؟ وما هذه التعويذة التي تقصد؟» قال:«هذه من برامج التليفزيون»، ثم ذكر إد إد و إدي وأشياء أخرى. أجزم أن في هذا تلويثاً للعقيدة، وتشويهاً للشخصية، وتشتيتاً للذهن، وكوارث أخرى، لا أستطيع حصرها، هنا، في هذا المقال، ألا يكفي، هذا، أن ألفت انتباهكم إلى حجم الكارثة؟ ألا ينبغي أن نبدأ في البحث عن الأسباب؟ وبلا أدنى شك، نعترف، قبلاً، بالمشكلة، ومن ثم نطرح الخيارات (الحلول) لنختار منها الأمثل، كما يقول أهل البحث، لنبدأ مرحلة تجريب الحلول، ولكن ألا ينبغي أن نضع برامج حماية لفلذات أكبادنا، وننشر الوعي في أوساطهم، ريثما ننتهي من تجريب الحلول؟ الشرق