قد تنمو حياة البعض منا وتكبرعلى تلك السطور التي نسجوها في ايام شقائهم وافراحهم لتصبح الكتابة مرضاً يشقينا ويؤلمنا تكبدنا خسائر فادحة في خواطرنا المشبعة بتراكمات نفسية خطيرة جراء حياة بلا مرسى اوسعادة بلا منتهى ، فقد اكتشفت السر وراء كتاباتنا وأحرفنا وجملنا اليتيمة التي رسمناها على جباه الماضي العتيق.. ايقنت علاقة القلم بالالم فنحن نكتب للالم وللدموع والحزن الدفين ، نكتب للموقف وللحظة ، للبكاء والصراخ المريع .. نكتب للبعض احياناً ، واحياناً ننسى انفسنا تندثر امامنا لتتجانس مع الاحبار المجهولة حينما نلتقطهاغير مكترثين لمن يعود اليه ذلك الالم (القلم) .. المهم ان ما اقلق انفسنا وعكف على فؤادنا قد اظناننا ونريد نثره بسرعة الريح وبطئ الكلمة حتى تسترخي الصدور وتغرد القلوب بفضاء نظيف وفسيح لايشوبه غبار المشاعر الملوث ولا حتى تأنيب الضمير ذلك الموت الساحق الذي لايعرف سمة القاتل الامن احتقن به ... الكتابة شقاء بل عناء للنفس واحياناً متنفساً جميلاً يفجر صحراء قلوبنا المتعطشة بزوبعة كلمات فتصبح كمضاداً حيوياً يغنينا عن اي ونيس او رفيق في هذه الارض .. قد نكتب لاننا نريد ان نكتب كي ننفس ونزيح ضيق الصدور الذي لايخرج الا من خلال ثقوب الكلمات ، واحياناً نكتب لاننا خلقنا لنكتب وهذه مهمتنا الحياتية كي نوثق ذكرياتنا ومشاكل غيرنا في دفاتر الزمن ، والفرق واضح بينهما .. لكن تفسير تواجدها الكثيف في العالم حيرنا وحير الكثير من اسرى القلم والالم المزمن .. فأن كنا نكتب لنسعد فهذه قمة الفرح والتفاؤل ، وان كنا نكتب لنحزن فهذه تعاسة مؤبده ستقرأ مراراً عند المرور بسطورها لاحقاً.