القلم وما أدراك ما القلم (ن ، والقلمِ وما يسطرون) بسم الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والحمد لله ذي الجلال والإكرام ، والصلاة والسلام على أجل إنسان وأنبل إمام ، وعلى آله وصحبه ما شدت حمامة ، وهطلت غمامة. أما بعد وأهيف مذبوح على صدر غيره=يترجم عن ذي منطق وهو أبكم تراه قصيراً كلما طال عمره=ويضحي بليغاً وهولا يتكلم القلم بريد القلب يخبر بالخبر وينظر بلا نظر ، وقالت العرب : عقول الرجال تحت أقلامها. القلم الهادف ، يكتب مبادئ ، ويُنعش القارئ ، ويُحرّك أجيالاً ، ويبني شعوباً. القلم الطيب ، يُصلِحُ الأحوال ، ويعدل ما مال ، ويسحق الباطل بجمع الأقوال. القلم النبيل ، يُعبدُ الطريق ، ويرسمُ المستقبل ، ويكتبُ التاريخ. وأجمل ما يكتُبهُ القلم ، يوم تطرق الرؤوس ، وتصمٌتٌ النفوس ، وتنظرُ الأعيُن ، ويسود الصمت فلا تسمع إلا همساً. إن القلم الصادق الذي يُصاحبهُ البيان يفعل في الناس فعل الجيوش الجرارة ، والسيوف البتارة ، والجنود المغامرين. والقلم البليغ ، يخاطب الأرواح مباشرة ، ويناجي العقول بلا حجاب ، فيُصل الفكرة كما أراد. والقلم يُصلِحُ بحبرهِ أمماً ، ويهدي شُعوباً ، ويُفرِحُ أُناساً ، ويُحزِنُ أجناسا. يقول أحمد مطر : جس الطبيب خافقي و قال لي : هل هنا الألم؟ قلت له : نعم فشق بالمشرط جيب معطفي و أخرج القلم؟ هزالطبيب رأسه ... ومال و ابتسم و قال لي : ليس سوى قلم فقلت : لا ياسيدي هذا يدٌ و فم رصاصةٌ و دم و تهمةٌ سافرةٌ .. تمشي بلا قدم! فيا ليتَ قومِ يعلمون