سنوات مضت بحلوها ومرها واصبحت فيها الكتابة بلا ملل ودون كلل كنت اكتب جاهداً لرأي هو من وجهة نظري مساهمة في اصلاح او سطور صادقة من قلب تملؤه المحبة اشارك فيها افراح آخرين وافراح وطن كنت اكتب احيانا عن معاناة يعانيها بعض من حملوني رسالة او معاناة قرأت احداثها في صحيفة. سنوات فيها الكثير من الشد والجذب بيني وبين نفسي ولحظات أخالها اياما وليالي وانا ابحث عن فكرة اصوغها كلمات تترجم رأيا او تصلح اعوجاجا او تساهم في مسيرة أعياني البحث المتواصل بين اكوام الورق وسواد المداد وكلما قررت التوقف عن البحث المتعب اجبرني حب الكتابة على المواصلة لكني عقدت العزم وتوقفت عن الكتابة بعد التقاط انفاسي ومراجعة حساباتي مبتعدا عن بعثرة الاوراق وسواد المداد وانشغال الفكر وفقد الاصدقاء .. آثرت الانزواء والتوقف عن الركض المستمر وراء اقتناص الافكار والخلود الى التأمل. قاومت رغبتي في الكتابة فأحيانا اكتبها واتجاهل هذه الرغبة واحيانا تغلبني فأعود الى قيود الورق والقلم والحقيقة أنه عندما اكتب رغبتي واتجاهلها تراني اخلد الى التأمل في هذه الحياة وينساب داخلي شعور خفي بحرية الاتجاه طليقا من قيود التفكير محتفظا بقلمي في جيبي هاجرا مقعد طاولتي وحين تكون الغلبة للرغبة تراني اندس بين كومة الاوراق بعضها ممزق تحوي في اكثرها فكرة اتردد في استرسال صياغتها خوفا من ان لا تعجب قارئها أعاود الكرة بعدها لعلي اصوغ بقلمي كلاماً ذا معنى وفيه منفعة وهكذا يدور فلكي بين اصرار التوقف وارتخاء رغبة اعود بعدها للتأمل طالباً من نفسي الوصول الى القرار النهائي. مضت الليالي تباعا وانا غارق بين غربة المواصلة وامنية التوقف لكن من عشق شقاء الكلمة وتعودت انامله على احتضان القلم لا يمكن له الهروب من مواجهة السطور وها هو الحنين يقودني لأكتب واكتب وانتصرت رغبة عصية ثقيلة في ميزان البيان على هاجس الراحة والخلود الى التأمل. عدت والعود أحمد واثقا ان قدر من نذر نفسه للكتابة لا يستطيع ان ينقض هذا النذر وان امكنه في الظاهر ستجد في خزائن مكتبه اكوام الورق يدس بين ثناياها هموم قلمه. عَتَبي اضعه بين قوسين على الصحيفة فالسؤال غير محظور واضعف الاستفسار رسالة جوال فالاحياء من الناس لهم أحوال فكيف إذا كان هذا الحي هموم قلمه لم تنقطع عن صفحة الرأي سنوات بين عجاف وسمان والله المستعان.