اكتشف علماء عددا مقلقا من حالات الاصابة بمرض السل الرئوي التي تقاوم ما يصل الى اربعة مضادات حيوية قوية في افريقيا واسيا واوروبا وامريكا اللاتينية. ووجد الباحثون خلال دراسة دولية كبيرة نشرت في دورية (لانست) الطبية Lancet medical journal يوم الخميس ان معدلات الاصابة بالسل المقاوم للعقاقير اكثر مما كان يعتقد في السابق وتهدد الجهود العالمية لوقف انتشار المرض. وقال سفين هوفنر من المعهد السويدي للسيطرة على الامراض المعدية في تعليق على الدراسة "اغلب التوصيات الدولية بشأن السيطرة على السل تتعلق بانتشار السل المقاوم للعديد من العقاقير بما يصل الى حوالى خمسة بالمئة. والان نواجه انتشارا يزيد عن ذلك عشر مرات في بعض الاماكن حيث ينقل نصف المرضى تقريبا... سلالات السل المقاوم للعديد من العقاقير." والسل وباء عالمي اصيب به 8.8 مليون شخص وتسبب في وفاة 1.4 مليون مريض في 2010. والسل المقاوم للعقاقير اكثر صعوبة وتكلفة في العلاج من السل العادي وهو اخطر على حياة المريض. وقام الباحثون بدراسة معدلات المرض في كل من استونيا ولاتفيا وبيرو والفلبين وروسيا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية وتايلاند. وعلاج حتى النوع العادي من السل يتطلب عملية طويلة يتناول فيها المرضى مجموعة من المضادات الحيوية القوية لستة أشهر. ولا يكمل الكثير من المرضى علاجهم بطريقة صحيحة وهذا أحد العوامل التي تسهم في زيادة الأشكال المقاومة للعقاقير. وقال توم إيفانز كبير الفريق العلمي في مؤسسة أيراس وهي مؤسسة تعمل على تطوير لقاحات جديدة للوقاية من السل ولا تسعى للربح إن الخيارات المتاحة لعلاج السل المقاوم للعقاقير "محدودة وباهظة التكلفة وتنطوي على قدر كبير من المخاطرة." وأضاف في بيان أرسله لرويترز عبر البريد الإلكتروني إن تكاليف علاج السل المقاوم للعقاقير يمكن أن تزيد 200 مرة عن علاج السل العادي كما أن العلاج يمكن أن يسبب آثارا جانبية حادة كالإصابة بالصمم واضطرابات ذهنية ويمكن أن يستغرق استكماله عامين.