طالب بعض الباحثين بإعادة مستشفيات السل وخاصة في الدول التي تتزايد فيها حالات استعصائه على المضادات الحيوية المتوفرة حاليا مثل جنوب أفريقيا. وأطلق أستاذان إيطاليان هذه الدعوة اليوم الأربعاء في مجلة لانسيت التي رأوا فيها أن إعادة هذه المصحات يمكن أن يحول دون انتشار عدوى السل وأنه من الضروري احتجاز المرضى الذين لا يرجى شفاؤهم في هذه المستشفيات لتزويدهم بالمسكنات الكافية. ويأتي ذلك في ظل تزايد حالات السل التي يعجز الطب الحالي عن علاجها. وأشار العالمان الإيطاليان إلى وجود نحو نصف مليون حالة سل مستعصي على المضادين الحيويين، ريفامبيسين وإيزونيازيد، وذلك بعد سنوات طويلة من الاعتماد على هذين الدواءين في علاج السل. وقال الباحثان إن من بين هذه الحالات 25 ألف إلى 50 ألف حالة شديدة المقاومة لهذين الدواءين ما يجعل العلاج بهما يفشل ويجبر المرضى على العيش أشهر أو ربما سنوات مع هذا المرض ويزيد من فرصة نقل العدوى إلى آخرين. ورأى الأستاذان كيرتان ديدا من معهد أبحاث الرئتين التابع لجامعة كيب تاون وجيوفاني ميغليوري من مركز التعاون للسل وأمراض الرئتين التابع لمنظمة الصحة العالمية في مدينة تراديت الإيطالية أنه قد آن الأوان لإقامة مستشفيات لعزل المصابين بالسل. كما انتقدا نقص المؤسسات الصحية المخصصة لكبح المرض وقالا إن هذه المشكلة لا تقتصر على الدول غير المتقدمة مثل جنوب أفريقيا التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بالسل بل تطال عددا من دول وسط أوروبا التي لا تقدم العلاج الكافي لمرضى السل الذين يعانون من مقاومة كبيرة للمضادات الحيوية المتوفرة في الوقت الحالي. ورفض الباحثان ذكر أسماء هذه الدول التزاما بلوائح المركز الأوروبي للوقاية من الأوبئة. وانتشرت هذه المصحات الخاصة بمرضى السل في سبعينات القرن الماضي وكانت تهدف الى عزلهم عن العالم الخارجي ثم تراجعت أعدادها مع تقدم الطب في معالجة حالات الإصابة بالسل. وتسبب بكتريا دقيقة في الإصابة بهذا المرض الخطير الذي يعد إلى جانب نقص المناعة المكتسبة (إيدز) والملاريا من أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم. ومن أعراض هذا المرض تصبب المصابين عرقا وانخفاض وزنهم وإصابتهم بالحمى وضيق التنفس. وتحدث العدوى جراء انتقال سائل ملوث بالبكتريا عبر الفم من مصابين بالمرض.