أعرب محللون ماليون عن تفاؤلهم بمستوى الأداء في سوق المال السعودي خلال الربع الرابع من العام الجاري، مشيرين إلى قفزات واسعة خلال الفترة القريبة المقبلة تصل بالمؤشر الى ملامسة مستوى 8200 نقطة مطلع العام المقبل. وتوقع المحللون حدوث ارتفاعات ايجابية مع تدفق محافظ استثمارية الى الشركات تتركز في مستويات بين 7250 إلى 7450 نقطة خلال الربع الثالث ونهاية الربع الرابع ومطلع تداولات الربع الأول في شهر يناير من العام المقبل. وقال الخبير المالي سعد الفريدي إن تداولات النصف الأول من العام الحالي اتسمت بالإيجابية خلال مطلع تداولات يناير وحتى بداية ابريل وهي الأبرز في معطيات الشركات فبلغت السيولة ذروتها عند حاجز 21 مليار ريال وتسجيل قمة عند مستويات 7970 نقطة وهذه القمة لم تسجل منذ العام 2008. وأوضح الفريدي أن معطيات الربع الثاني اتسمت بالسلبية، مشيرا الى أنها تزامنت مع نتائج مالية للشركات وكان الأكثر ربحية هو قطاع المصارف، فهنالك شركات انفصلت في أدائها عن المؤشر وخالفت التوقعات وسجلت قمة سنوية جديدة كان أبرزها قطاع التأمين. واستطرد «من خلال سلوك شركات السوق وعلى غير مجريات العادة في شهر أغسطس والذي تزامن مع شهر رمضان المبارك أن نشاهد قلة في السيولة وهذا مخالف مجريات العادة إلى ارتفاع في قيم واحجام التداول والتي وصلت إلى 7 مليارات ريال عكس ما كانت عليه في شهر يوليو، وهذا يشير إلى أن هنالك مرحلة تجميع مع استقرار شركات العوائد عند مستويات سعرية متقاربة لشهرين متتاليين مما يعطي أهمية إلى أن هنالك محافظ استثمارية تتدفق إلى الشركات والمتوقع أن نشاهد ارتفاعات إيجابية تتركز في مستويات ما بين 7250 إلى 7450 نقطة خلال الربع الثالث ونهاية الربع الرابع ومطلع تداولات الربع الأول في شهر يناير من العام المقبل 2013 تلامس مستويات مابين 8000 و 8200 نقطة بإذن الله تعالى، وستصل السيولة من جديد حاجز 20 مليار ريال لارتفاع القيمة السوقية للشركات». من جهته، قال عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين احمد الرشيد « منذ الربع الأول من عام 2009م وأرباح السوق تتخذ مسارا صاعدا بعدما كانت الأرباح المجمعة للسوق 10 مليارات ريال في الربع الأول من عام 2009م أصبحت في الربع الأول من العام الجاري 25 مليار ريال» مبينا أن النصف الأول هذا العام وصلت الأرباح المجمعة للشركات المدرجة في السوق نحو 50 مليار ريال بنسبة نمو 3 بالمائة. وأضاف الرشيد «يأتي هذا النمو الضعيف نسبيا بسبب تراجع أرباح قطاع البتر وكيماويات بنحو 33 بالمائة بعد تراجع أرباح سابك خلال النصف الأول بنحو 20 بالمائة متأثرة والقطاع عموما بتراجع أسعار المنتجات والتي بدأت تتحسن مطلع الربع الحالي الثالث وتتخذ مسارا صاعدا بسبب تأخر وصول الشحنات نتيجة الأعاصير وكذلك إيقاف بعض المصانع للصيانة أو أعطال طارئة، ومن المتوقع أن تواصل ارتفاعها خلال المدى القصير، لكن يبقى تحقيق نسب نمو مرتفعة في قطاع البتر وكيماويات مستبعدا في الربع الحالي لكون أسعار المنتجات الأساسية البروبيلين والإيثيلين وكذلك مشتقاتها تقل هذا الربع عن الربع المماثل والسابق، وبقاء كثير من المنتجات في اتجاه تصحيحي لأسعارها ونترقب خلال الفترة القادمة ما إذا استطاعت تلك المنتجات أن تتجاوز ذلك المسار السلبي ما يعني مواصلة القطاع في الضغط على الأرباح الإجمالية للسوق». وتابع «منذ أعوام وأرباح الربع الثالث على ارتفاع أكثر من أن تكون منخفضة على عكس الربع الأخير الذي يأتي في معظمه على تراجع، من ناحية فنية نلحظ خسارة السوق لمعظم الأرباح في الربع الثاني عن الأول لكن يبقى محافظا على الأرباح المحققة منذ بداية العام التي وصلت إلى نحو 9 بالمائة واغلاقه قبل إجازة العيد فوق مستوى 7000 نقطة يعزز التفاؤل لدى المتعاملين خصوصا بعدما عجز المؤشر عن الإغلاق عند مستوياته الحالية خلال الشهرين الماضيين، وأصبحت المنطقة مابين 6800-6900 نقطة دعما يرتكز عليه المؤشر الفترة الحالية للوصول إلى مستويات 7270 نقطة بمشيئة الله خلال المدى القصير، وإذا أظهرت التوقعات والمتحقق من الأرباح في الربع الثالث نموا جيدا سيدعم المؤشر على الوصول إلى مستويات 8500 نقطة مع بقاء 7944 نقطة حاجز مقاومة مهما لكونه أعلى مستوى حققه المؤشر خلال العام الجاري، وكذلك منذ نهاية عام 2008م».