شهدت السوق المالية خلال الفترة الأخيرة دخول مزيد من "السيولة الذكية " للسوق لاقتناص العديد من الفرص الاستثمارية بالسوق المالي. يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه مراقبون في حديثهم ل "الرياض" ارتفاع أرباح الشركات المدرجة بالسوق المالي خلال الربع الرابع 2010 ما بين 10 إلى 15 % مقارنة بأرباح الربع الثالث يدعم ذلك استفادة الكثير من قطاعات السوق من تحسن الاقتصاديات العالمية وتحسن أسعار النفط على المستوى الدولي. اضافة إلى استفادة بعض شركات السوق على الصعيد الداخلي والممثلة بشركات الاتصالات وشركات الاغذية والتجزئة والخدمات من موسم الحج لهذا العام. وقال ل "الرياض" المحلل الاقتصادي الدكتور إبراهيم الدوسري بأن السوق شهد خلال الفترة الأخيرة دخول مزيد من "السيولة الذكية" وهي السيولة التي تعتمد على مؤشرات فنية ومالية في دخولها وخروجها من السوق، وتعتمد على استغلال الفرص الاستثمارية بغض النظر عن حالة التشاؤم أو التفاؤل التي تسود متداولي السوق، كما حصل للسيولة التي دخلت قطاع الأسمنت في بداية تداولات الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر والتي رفعت قيمة تداولات القطاع اليومية من 30 مليون ريال إلى 60 مليون ريال، وارتفع على إثرها مؤشر القطاع 8,5 بالمائة بإغلاق 22 ديسمبر مقارنة بإغلاقه في 30 نوفمبر الماضي. ولفت بنفس السياق إلى إن قطاع التشييد والبناء شهد أيضا دخول "سيوله ذكيه"للقطاع مما ساهم برفع مؤشر القطاع 12.2 بالمائة، وكذلك سيولة قطاع التطوير العقاري التي رفعت مؤشر القطاع ب 4 بالمائة، اضافة إلى سيولة قطاع الاستثمار المتعدد التي رفعت القطاع ب 3.5 بالمائة، وذلك بإغلاق المؤشرات في 22 ديسمبر مقارنة بإغلاقها في 30 نوفمبر الماضي. وذكر الدكتور الدوسري بأن معدل السيولة اليومي ارتفع لشهر ديسمبر حتى إغلاق 22 منه إلى 3.15 مليار ريال بارتفاع بلغت نسبته 13 بالمائة عن معدل تداولات شهر نوفمبر الذي بلغ 2.78 مليار ريال. من جهته قال ل "الرياض" المحلل الاقتصادي هشام أبو جامع بأن ارتفاع مستوى السيولة مرتبط بارتفاع السوق وهو أمر متوقع خلال الفترة القادمة وبخاصة في ظل إعلان أرقام الميزانية مما سينعكس ذلك على السوق والذي من المتوقع إن يرتفع بحسب المؤشرات من 35 إلى 40 % خلال 2011 لتحسن أرباح الكثير من شركات السوق. وأشار إلى أن السماح للأجانب لدخول السوق خلال الفترة القادمة سيساهم برفع مستويات السيولة بالسوق والمتوقع بان يطبق خلال النصف الأول من 2011. وتوقع بنفس الصدد بان ترتفع أرباح قطاع البنوك بحدود 10% خلال الربع الرابع 2010 وان ترتفع أرباح قطاع البتر وكيماويات مابين 10 إلى 15% للربع الرابع مقارنة بأرباح الربع الثالث اضافة إلى التوقعات بنمو جيد لقطاع الاتصالات لاستفادته من موسم الحج اضافة إلى التوسع بخدمات النطاق العريض. وتوقع أيضا بأن تشهد الفترة القادمة عودة الكثير من المستثمرين إلى السوق بعد مرور خمسة أعوام من ازمه السوق في 2006، يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه أسعار العقار لمعدلات عالية بحسب أبو جامع والتي ستجبر بعض المستثمرين تدريجيا لتحويل هذه السيولة لسوق الأسهم واقتناص الفرص المتاحة في قطاعاته المختلفة. وأبان بأن الفترة الحالية تعتبر دورة كافية لعودة الكثير من المستثمرين للسوق، واستشهد على ذلك بما حصل سابقا للسوق خلال عام 1992 بعد فترة حرب الخليج والتي شهد السوق بعدها تحسنا كبيرا ولافتا اضافة إلى ما حصل للسوق في عام 1997 وعودته مجددا للصعود في 2003. وطالب أبو جامع في ختام حديثه هيئة سوق المال بإدراج الكثير من الشركات الرابحة وذات القيمة وإدراجها بالسوق وفق ضوابط معينة مما يساهم بتعزيز السوق ويساهم بجذب السيولة للسوق المحلي خلال الفترة القادمة.