تمضي الأيام يوماً بعد يوم , وترنو العيون لرؤية جديدة قادمة لا تأبه بقسوة الزمان والمكان , لا بل على العكس تنظر بذكاء لواقع الموجود فتسخره لها بما وهبها الله لها من رؤية ثاقبة , قاهرة بعنفوانها العبقري ضروب الضعف والهزال الفكري وهذه هي الحقيقة المريرة للأجيال الحديثة والغالبة وإن وجد العقل المضيء فهم قلة إذ نرى أن شباب اليوم أصبح هدفه الحصول على ما يريد وقد يحصل عليه بكفاح فعلي حتى أحسن الظن بهم ، لكن المثير للعجب إهمالهم للثقافة والبحث المفيد الخارجي فمهنة أبناء اليوم هو حفظ المادة الدراسية عن ظهر قلب , ومن ثم إدراجها إجابة لورقة امتحان نصفي أو نهائي , فلو سألت الطالب عن معلوماته السابقة بعد حصوله على النجاح المتوسط أو التفوق لما وجدت لديه إجابة لأسئلتك غير جدول الضرب الذي أجبره معلم الرياضيات على حفظه مكرهاً بذلك , كلا أيها الأبناء الأعزاء , أنتم ذخر وطننا اليوم وعدته التي لا تقبل الصدأ لواجهتها الصلبة اللامعة التي تعزز بقوة لتكون القوة الفولاذية لبناء شامخ غير مهدد بالسقوط أو التشقق أو الانعدام مهما بلغت قوة الزلزال من حوله , اليوم نحن بحاجة إليكم يا ذخيرة الوطن وقوته , لماذا لا أوجه سؤال مهمًا حيويًا لأبناء اليوم وأجد لديهم إجابة لتطلعات وطن برمته , هلموا وتطلعوا لغير المناهج الدراسية وضعوا في اعتباركم أنا لا أدرس أو أطلع من أجل الحصول على وظيفة بالمرتبة الأولى بل لأني أود الاستفادة لي ومن ثم أبنائي وكلنا حينئذ السلاح الأوفى لنضارة جيل بعد جيل ومستقبل وطن ظل سنوات يرتقب رد الجميل لاكتنافه لكم طوال العمر، فهيا بنا جميعًا بحثًا عن الثقافة والإطلاع ألّا محدود هدية غالية لأغلى ثرى احتضنني شدة ورخاء ولنسكب بحور البحث والتطور الفكري على حمى التأخر والحفظ الأصم الكفيف