ضاقت الدائرة حول الرئيس الليبي معمر القذافي بعد صدور قرار الحظر الجوي من مجلس الأمن البارحة الأولى، وفي هذا الإطار توعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس بعمليات عسكرية إن لم يمتثل القذافي لقرار مجلس الأمن، مؤكدا مخاوف المجتمع الدولي من ارتكاب الزعيم الليبي فظائع إن لم يوضع له حد. وقال أوباما «لدينا كل ما يشير إلى أن القذافي كان يرتكب فظائع بحق شعبه لو لم يوضع له حد»، مضيفا «كان يموت الآلاف، وكانت أزمة إنسانية لتنشأ». وأشار إلى أن بلاده ستنشر قوات للمساهمة في الحظر الجوي فوق ليبيا، لكنه لم يحدد مدى المشاركة العسكرية الأمريكية في أي تحرك. غير أنه أوضح أن بلاده لن تنشر أي قوات برية في ليبيا وأن التحرك سيتركز على الحاجة لحماية المدنيين. وقال أوباما إن القذافي سيواجه «عواقب» وخيمة إن رفض احترام قرار مجلس الأمن الدولي المتخذ الخميس. وأوضح «هذه الشروط ليست موضع تفاوض. إن لم يمتثل القذافي للقرار، سيكون لذلك عواقب وخيمة. وسيتم تطبيق القرار عبر تحرك عسكري». من جهة أخرى، قالت مصادر صحافية إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تتقدم سريعا باتجاه مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة على الرغم من وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة في وقت سابق. ونقلت المصادر عن شهود في بنغازي قولها إن القوات الموالية للقذافي تشتبك مع مقاتلين من المعارضة في بلدتي المقرون وسلوق على بعد نحو 50 كيلو مترا من المدينة. وفي هذا الإطار طالبت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية الزعيم الليبي معمر القذافي بوقف تقدم القوات الموالية له وإعادة توصيل إمدادات الكهرباء والماء إلى المدن الليبية التي قطعت عنها. وفي بيان أصدره مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نيابة عنهم، قالوا إن القوات الليبية يجب أن توقف تقدمها إلى بنغازي وأن تنسحب من ثلاث مدن أخرى هي مصراتة والزاوية وأجدابيا. إلى ذلك أفصح وزير الخارجية الفرنسي أنه كل شيء جاهز لضربات ضد ليبيا لكنه لم يحدد تفاصيل للإطار الزمني. هذا وأقرت قطر أنها ستشارك في الجهد الدولي لحماية المدنيين الليبيين، ودعت إلى عمل سريع لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول في وزارة الخارجية القطرية قوله إنه «بناء على قرار مجلس الأمن الدولي، قررت قطر المشاركة في الجهود الهادفة إلى وقف نزيف الدم وحماية المدنيين في ليبيا». إلا أن خبراء عسكريين حذروا من الاحتمالات غير المنظورة لأي عمل عسكري ضد ليبيا من الجو؛ إذ فند القائد السابق للجيش البريطاني ريتشارد دانات أمس أن من المهم جدا التعامل مع هذه المسألة بحرص وحكمة «حتى لا نجد أنفسنا أمام حالة شبيهة كالتي وجدناها في العراق، ولا نجد خطة بديلة فيما بعد». فيما حذر المدعي العام المحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو أمس من أن أي هجوم على المدنيين في بنغازي سيعتبر «جريمة حرب».