بنغازي - ا ف ب - اجاز مجلس الامن الدولي استخدام القوة ضد نظام العقيد معمر القذافي في قرار صدر مساء الخميس وانتظره بفارغ الصبر الثوار الليبيون الذين انفجروا فرحا في معقلهم في بنغازي التي وصلت قوات القذافي الى مشارفها. وبعد ثلاثة ايام من المفاوضات الشاقة اصدر مجلس الامن قرارا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين. ويجيز القرار الذي تبناه مجلس الامن بموافقة عشرة اصوات وامتناع خمسة عن التصويت، استعمال "كل التدابير الضرورية" لحماية المدنيين وفرض وقف لاطلاق النار على تشكيلات الجيش الليبي، بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية، لكنه يؤكد انه لا يجيز احتلال اي جزء من ليبيا. كما يفرض القرار منطقة حظر جوي لا يستثنى منها سوى الطلعات الانسانية حصرا. وبعد ان استخف بقرار مجلس الامن الدولي واعتبر انه لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه ويهدد وحدة ليبيا وانه "تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبي"، اعلن الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم ان ليبيا مستعدة لوقف اطلاق النار ضد المتمردين. وقال الكعيم في مؤتمر صحافي "اننا جاهزون لهذا القرار لكننا محتاجون ان نتكلم مع طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". واضاف "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل ايجابي وسنؤكد نيتنا هذه من خلال ضمان حماية للمدنيين". وفي بنغازي الواقعة على بعد الف كلم شرق طرابلس اكد مراسلو وكالة فرانس برس انه لم يسجل اي تطور ميداني يشير الى بدء هجوم قوات العقيد معمر القذافي على المدينة وهو ما كان توعد به الزعيم الليبي قبل ساعات من صدور القرار الدولي. واكد القذافي قبيل صدور القرار ان الهجوم على بنغازي سيبدأ مساء الخميس مهددا ايضا بضرب الطائرات والسفن في البحر المتوسط في حال تعرض بلاده لهجوم خارجي. وقال القذافي في كلمة اذاعية موجهة لسكان بنغازي ان "المهزلة ستنتهي، هذه اخر ساعاتها (...) حسم الامر، نحن قادمون، جهزوا انفسكم منذ الليلة". كما وعد بالعفو عمن يلقون السلاح ويستسلمون من سكان المدينة، وتوعد بالاقتصاص ممن وصفهم "بالزنادقة" وبجعلهم عبرة لمن اعتبر. وقال "من يهرب الليلة ويسلم سلاحه عليه الامان، لن نلاحقهم ابدا (..) سنبحث عن الزنادقة الذين دمروا بلادنا، لا شفقة ولا رحمة معهم ولا مع الخونة الذين استخدمهم الزنادقة اداة لهم، (هؤلاء) امرهم منته (..) بكره الزنادقة والخونة ندير فيهم مدار". واعلنت وكالة الانباء الليبية ان الجيش سيوقف عملياته العسكرية منتصف ليل الاحد لاعطاء الفرصة للمتمردين لالقاء السلاح والاستفادة من العفو العام. وقبل تصويت مجلس الامن، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية "ان اي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة، المدنية والعسكرية، اهدافا للهجوم المضاد الليبي". واضاف الناطق الذي نقلت تصريحه وكالة الانباء الرسمية (اوج) "ان حوض البحر المتوسط سيصبح في خطر شديد ليس على المدى القصير ولكن ايضا على المدى البعيد". غير انه واثر صدور القرار الدولي نقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية عن سيف الاسلام نجل معمر القذافي ان النظام غير تكتيكه "لاسباب انسانية" ولم يعد ينوي شن هجوم شامل على بنغازي. وقال مراسل "سي ان ان" في طرابلس نيك روبرتسون "لقد تلقيت للتو اتصالا من سيف الاسلام (...) قال لي انهم في طور تغيير التكتيك بشأن بنغازي، وان الجيش لن يدخل الى المدينة. سيتمركز حولها". واضاف المراسل ان "السبب هو انهم يتوقعون نزوحا. انهم يتوقعون ان يتملك الناس الخوف مما سيحصل وقال لي (سيف الاسلام) ان الجيش سيكون موجودا لمساعدتهم على الخروج من المدينة"، مشيرا الى ان الجيش الليبي "سيتمركز خارج (بنغازي). الحكومة سترسل فقط الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الارهاب بهدف نزع اسلحة المتمردين". وفور صدور القرار الدولي انفجرت بنغازي فرحا واطلق الثوار العنان لاسلحتهم ابتهاجا، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وتجمع مئات من الشبان امام مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردون ورفعوا اعلام المملكة الليبية فترة قبل تولي العقيد معمر القذافي السلطة عام 1969. ورفع الشبان يافطات موجهة الى القذافي وكتب عليها "خبر عاجل: بنغازي لا تحبك". وانطلقت السيارات في الشوارع وهي تطلق العنان لابواقها. ميدانيا، وقبل صدور القرار واصلت قوات القذافي تقدمها نحو الشرق بعد استعادة عدة مدن خلال الايام الماضية في عمليات قصف بري وجوي. وحاولت هذه القوات الخميس قصف مواقع المتمردين في بنغازي كما قال الثوار الذين اكدوا اسقاط طائرتين. لكن لم يتسن تاكيد هذه المعلومات. واكد التلفزيون الليبي ان القوات الحكومية سيطرت على مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، لكن المعارضة نفت. وخلفت المعارك في مصراتة 22 قتيلا الاربعاء، وفق المعارضة. والاربعاء، اكدت قوات القذافي استعادة اجدابيا، اخر معاقل المحتجين على بعد 160 كلم جنوب بنغازي. وقتل في هذه المدينة 26 شخصا على الاقل، بحسب طبيب تحدث عن "معارك رهيبة". وفي طرابلس، كانت الحياة تعود تدريجيا الى طبيعتها بعد قمع التظاهرات نهاية شباط/فبراير. وعاد التلامذة الى المدارس وفتحت المتاجر والمقاهي والبنوك ابوابها.