انتهت مساء الثلاثاء عملية التصويت في جولة الاعادة للمرحلة الاولي من انتخابات مجلس الشعب المصري، والتي تنافس فيها 104 مرشحين على شغل 52 مقعداً. وانحصرت المنافسة خلال تلك الجولة في الغالب بين مرشحي حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي. وكان يوم أمس قد شهد إقبالاً ضعيفاً على التصويت، عزاه مراقبون لانحسار المنافسة بشكل رئيس بين مرشحي التيار الإسلامي، وخروج معظم المنافسين الآخرين من الساحة. في ذات السياق قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع عارف إن الجماعة ستنزل إلى الشارع إذا كان هناك "لعب في الدستور" الجديد للبلاد الذي يفترض أن ينتخب البرلمان المقبل لجنة تأسيسية من مئة عضو لصياغته. وأكد بديع، في حوار مع قناة المحور المصرية الخاصة نشرت الصحف نصه اليوم: إن موقفنا هو أن "ننزل إلى الشارع لو وجدنا تزويرا في الانتخابات أو لعبا طريقة اختيار لجنة اعداد الدستور". ونظمت جماعة الإخوان المسلمين في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تظاهرة حاشدة في ميدان التحرير احتجاجا على مشروع وثيقة طرحته الحكومة بتأييد من المجلس العسكري الحاكم يقضي بوضع معايير لاختيار أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور بما يضمن تمثيل كل القوى السياسية فيها. وتؤكد جماعة الإخوان المسلمين أن البرلمان المقبل الذي يتوقع أن يكون للإخوان والسلفيين الأغلبية فيه، هو المخول اختيار اللجنة التأسيسية وفقاً لإعلان دستوري أصدره المجلس العسكري في مارس/آذار الماضي. وتثير مسألة الدستور الجديد للبلاد جدلا واسعا في مصر منذ عدة أشهر بسبب رغبة المجلس العسكري في تضمينه بندا يكفل سرية موازنة القوات المسلحة من جهة ومخاوف الأقباط والليبراليين من أن يضع الإسلاميون فيه نصوصا تحد من الحريات العامة والشخصية ولا تضمن حظر التمييز الديني من جهة أخرى. وفازت قائمة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين بأعلى الأصوات في المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية (اكثر من 36%) التي بدأت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وجاءت قائمة حزب النور السلفي في المرتبة الثانية بحصوله على قرابة 26% من أصوات الناخبين أما القوائم الليبرالية الست ففازت مجتمعة ب 29% من الأصوات. توحيد شباب الثورة من جانبه أكد المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي أن المصريين الذين صوتوا بكثافة للإخوان المسلمين والسلفيين، سيكتشفون مع الوقت أن الشعارات التي يطلقها هؤلاء لا تكفي لحكم البلد. وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حديث لصحيفة الشروق "دعوهم (الاسلاميين) يحكمون ويحصلون على فرصتهم وسيكتشف الناس أن الشعارات لا تكفي". ودعا البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام، شباب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي إلى "الانتظام في حزب واحد". وقال في رسالة إلى هؤلاء الشباب "هذه الثورة قادها شباب من اليسار إلى اليمين وبلا إيديولوجية وأقول لهم انتظموا في حزب واحد". وأكد أنه "لو أجريت انتخابات أخرى بعد أربعة أعوام فأنتم من سيحكم مصر في المستقبل". العربية