اختتمت في مصر أمس، جولة الإعادة فى المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان المصري وسط ارتفاع طفيف بالإقبال عن يوم أمس الأول الذي قدرته إحصاءات غير رسمية بنسبة 20% ممّن يحق لهم التصويت. وفيما أكد المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي أن المصريين الذين صوتوا بكثافة للإخوان المسلمين والسلفيين، سيكتشفون مع الوقت أن الشعارات التي يطلقها هؤلاء لا تكفي لحكم البلد. قال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع إن جماعته ستنزل إلى الشارع إذا كان هناك «لعب في الدستور» الجديد الذي يفترض أن ينتخب البرلمان المقبل لجنة تأسيسية من مئة عضو لصياغته. وأجريت جولة الإعادة على مدار يومين في تسع محافظات هي القاهرة، والفيوم، ودمياط، والإسكندرية، وكفر الشيخ، ودمياط، وأسيوط، ويقدر عدد الناخبين في هذه المحافظات 17 مليون ناخب. وفتحت لجان الاقتراع أبوابها في الثامنة من صباح أمس، وسط إقبال محدود من الناخبين زاد قليلاً بعد الظهر، بعد أن نشط المرشحون، والقوى، والأحزاب السياسية في تحفيز الناخبين عبر استخدام مكبرات الصوت التي دعت للزحف على لجان الاقتراع انتصارًا لعودة الديمقراطية. وشهدت دائرة شبرا بالقاهرة توظيف الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية عبر مكبرات الصوت لتحريض الناخبين على الإدلاء بأصواتهم باعتباره واجبًا دينيًّا. فيما شهدت مناطق شعبية مثل الزاوية الحمراء، والشرابية ظاهرة الرشاوى الانتخابية مثل توزيع المواد التموينية، وكروت شحن الجوال، وكذلك توزيع أجهزة جوال على بعض الأشخاص ذوي التأثير بالمنطقة، ورصدت حالات توزيع أموال محدودة. ورصت غرفة العمليات بوزارة الداخلية تقارير انتظام الخدمات الأمنية بكافة اللجان والمقار الانتخابية أمس، فيما تلقت غرفة عمليات وحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان بلاغات عن انتهاكات أبرزها استمرار الدعاية الانتخابية، ومحاولة التأثير على إرادة الناخبين، وممارسة أعمال شغب أمام عدد قليل من اللجان، ورشاوى انتخابية في بعض اللجان، فضلاً عن نشر معلومات وأخبار كاذبة تتعلق بالعملية الانتخابية. إلى ذلك، قال المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي إن المصريين الذين صوتوا بكثافة للإخوان المسلمين والسلفيين، سيكتشفون مع الوقت أن الشعارات التي يطلقها هؤلاء لا تكفي لحكم البلد. ونقلت صحيفة «الشروق» المستقلة عن المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله: دعوهم (الإسلاميين) يحكمون ويحصلون على فرصتهم، وسيكتشف الناس ان الشعارات لا تكفي. وكان البرادعي يعلق بذلك على الفوز الواسع لهذا التيار الذي حصل على 65 في المائة من الأصوات في المرحلة الاولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في 28 و29 نوفمبر الماضي. وحمل البرادعي على السلطة العسكرية، مشددًا على «فشل» المؤسسة العسكرية في إدارة شؤون البلاد. وقال «اننا نسير من سيئ الى أسوأ بعد فشل المجلس العسكري في ادارة المرحلة الانتقالية، كما ان الشباب (الثوار) محبط تمامًا لأن شيئا لم يتغير». وحذر من قيام جولة أخرى من الثورة ستكون «غاضبة وعنيفة». ودعا البرادعي، شباب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي إلى «الانتظام في حزب واحد». وقال في رسالة إلى هؤلاء الشباب «هذه الثورة قادها شباب من اليسار إلى اليمين وبلا ايديولوجية، وأقول لهم انتظموا في حزب واحد». وأكد انه «لو اجريت انتخابات اخرى بعد خمسة او اربعة أعوام فأنتم من سيحكم مصر في المستقبل». من جهته، قال المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع ان الجماعة ستنزل الى الشارع إذا كان هناك «لعب في الدستور» الجديد للبلاد الذي يفترض أن ينتخب البرلمان المقبل لجنة تأسيسية من مئة عضو لصياغته. وأكد بديع، في حوار مع قناة المحور المصرية إن موقفنا هو ان «ننزل (الى الشارع) لو وجدنا تزويرًا في الانتخابات، أو لعبًا في الدستور». ونظمت جماعة الاخوان المسلمين في الثامن عشر من نوفمبر الماضي تظاهرة حاشدة في ميدان التحرير احتجاجًا على مشروع وثيقة طرحته الحكومة بتأييد من المجلس العسكري الحاكم يقضي بوضع معايير لاختيار اعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور بما يضمن تمثيل كل القوى السياسية فيها. وتؤكد جماعة الاخوان المسلمين ان البرلمان المقبل الذي يتوقع أن يكون للاخوان والسلفيين الأغلبية فيه، هو المخول اختيار اللجنة التأسيسية، وفقًا لإعلان دستوري اصدره المجلس العسكري في 30 مارس الماضي.