ذهب إلى الجزائر بقلب وعاد بقلب، وهو لا يعلم أن سهما للعشق سيصيبه هناك، كان ذلك في عام 1984م، حيث قصة حبه التي تجدد الحديث عنها أواخر العام الماضي، بدأت القصة في قاعة المؤتمر الذي سافر لأجله، هناك، حيث رأى معشوقته تشارك بمداخلة لفتت الأنظار والعقول نحوها «أسماء بنت محمد بن قادة» كذلك استمت للحضور، فوقر اسمها في أذنه، وانطبعت صورتها في قلبه وعقله ووجدانه، بعد المؤتمر تحلق الصحفيون حولها يسألون عن مشاركتها المتفردة، وفي اليوم التالي أبرزت جريدة الشعب الجزائرية كلمتها بعنوان «قد تجد في النهر ما لا تجد في البحر» وبعد تفرقهم جاءها الشيخ مُهنئا، داعيا لها بالتوفيق، وفي تلك اللحظات انقدحت شرارة عشقه الأولى!فلما سأل عنها قيل له : إنها من أسرة الأمير عبد القادر الجزائري، وكريمة عالم الرياضيات محمد بن قادة الذي لقبه الجزائريون بأبي الرياضيات، وحفيدة الشيخ عبد القادر بن قادة أحد قضاة الجزائر المعروفين. لم يستطع القرضاوي العالم الفقيه أن ينسلخ من آدميته، لم يقو على مقاومة إعجابه بها، لم يتقمص شخصية العالم الملائكي، وقد علم أن لقلبه عليه حقا، فقرر أن يأتي البيوت من أبوابها، لكن بعد خمس سنوات مكثها متصبرا لعل نار الشوق تنطفئ فيذهب ما يجد، لكن الأيام لم تزده إلا وجدا وشوقا وعشقا، فلما عيل صبره، أفصح عن رغبته في الاقتران بها، وعبر عن ذلك في قصائد غزلية مفعمة بالعاطفة، بيد أن الفتاة صُدمت لما علمت أن ما كانت تحسبه اهتماما أبويا لم يكن إلا مشاعر حب وغرام، حُب رجل لامرأة لا حُب أبوي! في بادئ الأمر رفضت وأبوها طلبه بشدة، فانثالت عليها قصائده باستعطاف يذيب الصخر، ولتحقيق رغبته شفع علماء كبار، لكن الأب قاوم بشدة، وحين شاء الله توفي الأبُ، ولانت الفتاة، فقبلته زوجا، وأقامت في كنفه سنوات، لكنها لم تخرج عن كونها ضرة زوجته الأولى، فأبت الغيرة، إلا أن تلقي بظلالها على حياتهما التي لم يكتب لها الاستمرار . العالمُ إنسان يصيب ويخطئ، والقرضاوي أخطأ في اقترانه بها، وأخطأ في تطليقه إياها، وأحسبه نادما على اتخاذ أحد القرارين، وما يجعله كبيرا في عيون محبيه، هو صدقه وبعده عن الشيزوفرينيا التي يعيشها بعض العلماء والدعاة، وكل ما كُتب هنا هو بعض ما كتبه الشيخ ومطلقته في صحف سيارة. صحيفة اليوم