لاتزال مكةالمكرمة تعاني منذ فترة ليست بالقصيرة وعلى مختلف المواسم والأزمنة وبطرق متعددة ومتجددة من ظاهرة التسول التي أصبحت لدى الكثيرين أمراً طبيعيا يتعايش معه يوميا وربما أصبح من الأشياء الضرورية التي لابد وأن يشاهدها الشخص المكي أو الزائر الكريم . كاميرا صحيفة مكة الآن تنقلت ورصدت لعدد من هؤلاء الشحاذين والمتسولين ومدى الجرأة التي وصلوا لها في مهنتهم ، ونعني بها عبارة " من أمن العقوبة أساء الأدب " وإن كان هذا المثل لا ينطبق تماما مع معناه لكنه يشير إلى سبب انتشار مثل هؤلاء وهو اطمئنانهم لعين الرقيب التي غابت فأمنوا على أنفسهم ! ومن ضمن مارصدت الصحيفة من سلوك هؤلاء المتسولون هو التغيير والابتكار في أساليب الشحاذة فبعد أن كان تواجدهم بجوار المساجد والجوامع يقفون مصطنعين بعاهات مستديمة إلا أنهم بدأوا باتخاذ طريقة جديد إلى جانب بقاء عدد منهم على العادة القديمة ، فقد لوحظ أن عدد منهم يظهر في هندام نظيف تدل هيئتهم أنهم ليسوا بمتسولين وإنما أشخاص قد فقدوا مالهم بالسرقة أو الضياع أو أنهم من عابري السبيل الذين انقطعت بهم السبل وحال لسانهم يقول (ارحموا عزيز قوم ذل) حتى إن البعض منهم يقرن طلبه بمبلغ مالي لملء مركبته بالوقود لكي يستطيع العودة إلى دياره, مما يجعل هذا المطلب مقبولا لدى الناس الذين يسارعون إلى دفع المبالغ لهؤلاء المتسولين كما لوحظ تواجدهم في الطرق المؤدية إلى الحرم المكي الشريف، والمنطقة المركزية، وإشارات المرور، والأسواق التجارية، والمساجد، والصيدليات، ومحطات الوقود، ومكائن الصرف الآلي . ولم يكتف هؤلاء بما صنعوا بل جعلوا نصب أعينهم زوار البيت الحرام يستجدون بعواطف وهمية المعتمرين والزوار الذين يفدون إلى العاصمة المقدسة وبشكل مكثف في شهر رمضان المبارك وموسم الحج حيث يهمون بمهاجمة أسراب السيارات التي يقودها المعتمر ويطرقون زجاج النافذة ويبدؤون بسرد قصة وهمية الهدف منها استمالة عواطفه والرضوخ أخيرا لمطالبهم المادية ونفس الطريقة تستعمل مع أبناء البلد مع اختلاف طبقاتهم. ومن الملاحظ أن مستخدمي تلك الطريقة عادة ما يكونو سعوديين أو بعض الإخوة الأشقاء من دول افريقية واليمن الذين يعرف عليهم إتقان تلك الأدوار من حسن مظهر ثيابهم وترتيبها وجعل هندامهم أكثر وجاهة ورقيا. السؤال الذي تطرحه صحيفة مكة الآن على الجهات المعنية (الجوازات – مكتب مكافحة التسول – الجمعيات الخيرية – الضمان الاجتماعي ) وغيرها أين دوركم من هؤلاء وخاصة أبناء البلد الذين ربما لجأوا لهذه العادة لظروفهم المعيشية الصعبة ؟ أين دور مكتب مكافحة التسول ؟ أين الجولات التفتيشية من قبل الجوازات ؟ أين هو البحث من قبل الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي عن مثل هؤلاء الذين تضطرهم المسألة ؟ لاننكر الجهود المبذولة من الجهات المعنية، إلاّ أن المتسولين في تزايد عند مداخل مكة، والإشارات المرورية البعيدة عن أعين الرقابة، مما يتطلب تكاتف الجهود والتعاون بين الجهات المعنية والمواطنين والمقيمين لمواجهة هذه الظاهرة. وأخيرا لا نحمل هذه الجهات وحدها المسئولية فالمجتمع نفسه أيضا يتحمل جزءا ليس بالبسيط فمع منح مثل هؤلاء المال المطلوب يجد هذا المتسول الفرصة للانتشار والتمادي . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل