يُعرف التسوّق عبر الإنترنت بأنه البحث عن منتج ما عن طريق زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالمتجر، ومن ثم إعداد طلب الشراء للحصول على المنتج المطلوب. في الواقع شاعت ظاهرة التسوق الإلكتروني في المجتمع الذي نعيشه، واكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلانات التجارية، وبكل سهولة ودون عناء ولا مشقة يمكن للمتسوق التبضع وشراء السلعة من أي ومن أقصى موقع في العالم وهو ماكث في مكانه بضغطة زر، ويمكنه الاختيار بين السداد البنكي، والدفع عند الاستلام وما هي إلا أيام أو ساعات وتصله مشترياته إلى عُقْر داره. أعتقد أن هذه الخدمة كغيرها من الخدمات لها جانب إيجابي وآخر سلبي، ولعل الإيجابية فيها أن التطور التقني قرب البعيد للمتسوق، فأصبح بإمكان المشتري من دولة في الشرق شراء بضاعه من دولة في الغرب، وخاصة المنتجات النادرة غير المتوفرة في دولته. أما السلبيات، من وجهة نظر الكاتب تتمثل في الاعتماد المطلق على تلك المواقع الإلكترونية لدرجة أصبح البعض يستغني عن ارتياد الأسواق والمولات القريبة من منزله، مكتف ٍبالتسوق في الجوال أو الحاسوب، وقد نمى إلى علمي في هذا الشأن أن بعض المحال التجارية أغلقت والبعض الآخر يخطط للإغلاق، لتحويل نشاطهم إلى نشاط الكتروني بهدف توفير إيجار المتجر، وللإقبال الشديد من المتسوقين على الشراء من الإنترنت، ويتساءل الكاتب ماذا عن المستقبل، هل يا ترى سيأتي اليوم الذي تغلق فيه جميع المولات، ويكون التسويق الكترونياً، كخدمة أصبح الطلب عليها كبير لسهولة وصولها إلى منزل المستهلك دون عناء؟! أورد عباس العساف، في مقاله فوائد التسوق الإلكتروني عدة فوائد مدعمة بالمراجع العلمية كالتالي: تسهيل الوصول إلى العملاء في المناطق الجغرافيّة البعيدة حيث يمكن إكمال عملية الشراء مع عميل يعيش في بلد مختلف عن بلد البائع. إتمام عملية البيع في أي وقت خلال اليوم أو الشهر أو السنة بلا قيود. إلغاء التكلفة التشغيليّة اللازمة من أجل بناء معرض لبيع المنتجات. تقليل الوقت من خلال تقديم المنتج المناسب للعميل المناسب عن طريق تصنيف المنتجات بطريقة تسهّل الوصول إليها. تقديم المنتج المناسب للعميل المناسب، حيث يمكن باستخدام التسويق الإلكتروني معرفة أنماط سلوك العملاء، مما يؤدي ذلك إلى زيادة معدل الشراء من خلال تقديم المنتجات المناسبة للمشتري المناسب. عملية الشراء الأولى تعني تكوين علاقة في المستقبل يمكن تعزيزها من خلال رسائل البريد الإلكتروني المناسبة. فوائد التسويق الإلكتروني للعميل للتسويق الإلكتروني فوائد عدة تعود على البائع والعميل معاً، في ما يلي بعض الفوائد التي تعود على العميل: مساعدة العميل على الوصول بسرعة إلى المنتجات المطلوبة وسهولة التردد إليها، حيث يوّفر الإنترنت شبكة واسعة ومتنوّعة للعديد من المنتجات والخدمات بمختلف الأشكال، ممّا يسهّل الوصول إلى المحتوى المطلوب بسرعة فائقة. الحصول على الجودة المطلوبة بأقل وقت وجهد ممكنين. عدم التقيّد بالوقت؛ حيث يمكن الشراء في أي وقت خلال اليوم. تعدد المنتجات والخدمات المعروضة مما يسهّل على العميل الحصول على المحتوى المطلوب بالدقة المطلوبة. القدرة على تخصيص المنتجات بما يناسب متطلبّات العميل بشكل خاص، حيث يوفّر التسويق الإلكتروني خدمة الطلب المسبق للمحتوى المطلوب بشكل فريد حسب الاحتياجات والمواصفات المحدّدة من قِبل العميل. الحصول على معلومات واضحة عن المنتج، مما يساعد على اتخاذ قرارات أفضل للشراء. أما السلبيات فقد أوردتها نورا شيشاني في مقالها المدعم أيضاً بالمراجع العلمية عن عيوب التسوق الإلكتروني كالتالي: التكاليف الإضافية: يُفاجأ كثير من المشترين من خلال مواقع التسوق الإلكتروني بأسعار زائدة عن الأسعار المتوقعة للمنتجات، وقد يكونوا هم السبب في ذلك لعدم تنبيههم للتكاليف الإضافية على السعر الأصلي، مثل: تكاليف التوصيل، والضرائب، والرسوم الجمركية، أو قد تكون التكلفة الإجمالية غير واضحة، أو معروضة بشكل مبهم، في محصلة الأمر يضطر المستهلك إلى الدفع والالتزام بشراء المنتج . الضبابية والغموض: لا تزود مواقع التسوق المنتشرة على الإنترنت المشترين بكافة المعلومات التي تعينهم على انتقاء المنتجات الأنسب لهم من حيث الجودة أو القياس، ولا يقتصر الأمر على المعلومات المتعلقة بالمنتج نفسه، بل تطال العملية الشرائية بأكملها، من حيث كيفية الدفع، ووقت الاستلام، وطرق التواصل مع المزود إن حدثت أي مشكلة، خاصةً إن تمت العملية بين مناطق مختلفة، فكل هذه الضبابية تُشعر المستهلك بعدم الثقة، وتشكك بكفاءة عملية التسوق نفسها. الاختراقات الأمنية: تعتبر قضية الأمان والسرية قضيةً أساسيةً ومحوريةً عند الحديث عن التعاملات التجارية الإلكترونية؛ حيث تراود المستهلكين العديد من الشكوك حول مدى التزام وقدرة الشركات على حماية أمن معلوماتهم، وصون خصوصيتهم من أي اختراق، وهذه الشكوك قد تجعل بعضهم يصرف النظر عن العملية. مشاكل التسليم: تحدث العديد من المشاكل قبل وبعد تسلّم المشتري لما طلبه من منتجات، والنقاط الآتية توضح بعضاً من هذه المشاكل: المنتجات المستبدلة أو غير المرضية: في بعض الحالات لا تذهب المنتجات إلى وجهتها الصحيحة، فيتلقى المشتري منتجات لم يطلبها، وأحياناً أخرى تصل منتجات لا تحقق المواصفات التي رغب بها. المنتجات المتضررة والتالفة: تلحق عمليات التنزيل والتحميل للبضائع أثناء الشحن الضرر بالمنتجات المطلوبة، خاصة إذا تم نقلها لمسافات طويلة. التسليم المتأخر: تستغرق بعض المنتجات خاصةً تلك القادمة من أماكن بعيدة وقتاً زمنياً طويلاً قبل وصولها إلى أصحابها. حقيقة إن مما دعاني إلى التطرق لهذا الموضوع في مقالي، هو ذهاب إبني لشراء شامبو طبي من إحدى الصيدليات، ولكنه وجد أن المنتج ممنوع من البيع إلا بوصفة طبية، ما دعاه للجوء إلى التسوق الإلكتروني وطلبه، ولعل هذا يضاف إلى عيوب هذا التسوق.