د/سلمان حماد احمد الغريبي مازال في القلب حنين من سنين… ونور عالق لايزول من زمن الطيبين… زمن…الحب الصافي والتصافي والتأخي والإخاء… زمن…خالي من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق… زمن…لاحِقدٌ فيه ولارياء… ولاكذب ولاتدليس… أبيض نقي صافي كبياض الثلج وصفاء السماء… هذا الزمن الذي له ألف معنى ومعنى وإيحاء وإشارة للعُلا والشموخ نحس بها وبصدق معانيها عندما نسمعها او نقرأها على كل وجه من عاصرها ويتذكر طيب معانيها بحنين غريب وشوق جارف الى عالم آخر زمن الطيبين من الحب والصفاء والنقاء والوفاء… حياة عشناها او عشنا جزءاً منها انطوت تحت ظلال السنوات الطويلة والجميلة بتواصل متجدد على الدوام يحمل بين طياته نكهة الماضي الجميل وحلاوة أيامه وبهجة الحاضر وسنواته الآتية من عبق هذا الزمن الطيب بحبه وعطاءه ووفاءه لكل من عاصره او سمع عنه واستقى عسل صافي لايخالطه غش او خداع من بين جنباته… زمن الطيبين هذه الكلمة التي اصبحنا نرددها في كل حديث يجمعنا هذه الأيام بأي إنسان ومن أي جيل كان وخصوصاً بعد التشويه الذي اصاب هذا الزمن الجميل بعد مسلسل العاصوف الذي شوه كل جميل في تلك الايام فتعرض لأمور لاصلة لنا بها والصقها بنا وترك اجمل مافيها من عوائد وتقاليد لأهلها الطيبين الطاهرين… زمن الطيبين تعبر بصدقٍ عن مرحلة مرت في حياتنا اشبه ماتكون بالحلم الخاطف او بالخيال العابر الذي لايدوم إلا للحظات فتكون اقرب الى نفوسنا وترتبط اكثر برغباتنا وأحلامنا وماحققناه في سابق حياتنا فهو الماضي الجميل الذي لا ولن يتجزء او ينفصل من او عن حياتنا ومايعقبها من أحداث ومفاجأت وافراح وآلام لاتُنسى وستبقى عالقة في أذهاننا مدى الحياة…فمن منا يستطيع ان ينسى هذا الزمن الجميل زمن الطيبين في حياته وحياة اهله وتاريخ اوطانه؟! من منا يستطيع ان يبتعد عن نفسه وقطعة من كيانه لأن زمن الطيبين اصبح جزءاً لايتجزء من هذه النفس وهذا الكيان…هذا الزمن زمن الكفاح والصبر والإحتمال الذي لولا الله ثم لولاه لما وصلنا الى ماوصلنا له الآن من الرفعة والسمو والمكانة العالية التى إرتقونا لها بين الأمم وبعزيمة هؤلاء الرجال والنساء العظماء والعظيمات بنفوس شامخة أبية مرفعوة الرأس يخططون ويرسمون سطور من جواهر وذهب من زمن الطيبين بعظيم اعمالهم وصدق نواياهم وحسن اخلاقهم ورباطة جأشهم واضعين نصب أعينهم حاضرنا الذي نعيش فيه الآن ومستقبلنا القادم حاضر مُشرف متطور ومستقبل اجمل لحياة مزدهرة ونفوس يملؤها الفخر والإعتزاز عامرة بالآمال المتجددة نحو مستقبل زاهر وافضل لحياةٍ أكثر أمن وأمان وحب وسلام وإستقرار… ■وأخيراً■: إنه زمن الطيبين والطيبات الذين اذا قالوا قالوا بصدق وأمانة وإخلاص وإذا عملوا عملوا بجدٍ واجتهاد فكانوا وكُنا…كانوا عظماء في كل شئ صنعوه من تربية وتعليم…وكُنا إمتداداً لهؤلاء العظماء والعظيمات فنحصد مازرعوا وبذروا من بذور طيبة سقياها من الحياء والاصالة والأخلاق الحميدة…نعم إنه زمن الطيبين والطيبات الذين اعطوا ولم ينتظروا منا الوفاء اعطوا بإمانة وسخاء واستثمروا خير إستثمار في بناء الإنسان لرفعة الأجيال وعلو الأوطان…فجزاهم الله عنا وعن ماقدموه لنا خير الجزاء وبشرهم في هذه الأيام الطيبة المباركة بجنة ونعيم وعتق رقابهم ورقابنا من النار.