توافقت الغرف التجارية الصناعية في المملكة ومجلس الغرف السعودية على اختيار نموذج موحد من النماذج الدولية المختلفة لوضع خارطة استثمارية موحدة، تعرض الفرص الاستثمارية بمختلف تخصصاتها في المناطق، لتتسق وتوجهات خطة التحول الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030. وأكد إبراهيم بن فؤاد برديسي أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة في الاجتماع الذي استضافته غرفة مكةالمكرمة، وضم فريق عمل مكون من مراكز البحوث والمعلومات بالغرف التجارية الصناعية ومجلس الغرف السعودية مؤخراً، أن غرفة مكةالمكرمة تضع أولوية للخطط الاستراتيجية التي تخدم القطاع الخاص، وتسهل على الباحثين عن فرص استثمارية الطرق المثلى لإنجاز أعمالهم. وقال إن مكةالمكرمة لما لديها من مميزات تتمثل في مواسم الحج والعمرة تتوفر فيها حزمة واسعة من الفرص الاستثمارية التي تستوعب المستثمرين المحليين ومن الخارج، للاستفادة من ملايين الحجاج والمعتمرين في تقديم الخدمات السكنية وقطاعات التغذية والاعاشة والنقل وغيرها، مبينا أن الخارطة الاستثمارية خطوة على الطريق الصحيح لتوفير الفرص المتاحة أمام المستثمرين في مختلف القطاعات. من جهته، أوضح نايف محمد نور زمزمي مدير مركز التقييم بغرفة مكةالمكرمة، ممثل الغرفة في مشروع الخارطة الاستثمارية أن الاجتماع التاسع الذي احتضنته غرفة مكةالمكرمة ضم فريق مختص بالاستراتيجيات مكون من مختلف الغرف التجارية الصناعية ومجلس الغرف لإنتاج الخارطة الاستثمارية بما يتوافق مع رؤية 2030، وتهدف إلى عرض الفرص المتاحة للمستثمرين من خلال خارطة الكترونية، توفر الفرص المتاحة بمسمياتها في كل المناطق، مما يسهل على المستثمر اختيار ما يناسبه. وبين أن الفريق كان قد أعد عدد من الخيارات العلمية المتاحة، وجمع الوثائق المفيدة من جميع الغرف ليبدأ المبادرة في إعداد الخارطة الاستثمارية بتوافق الجميع لتقديم خارطة تمثل وجهة نظر الغرف التجارية التي تمثل القطاع الخاص بالمملكة. الدكتور عبد الحميد نوار مدير مركز المعلومات والبحوث بمجلس الغرف السعودية أشار إلى أن الرؤية أكدت على قيادة القطاع الخاص للتنمية، وبالتالي عليه إيجاد وتقديم الفرص الاستثمارية المتوفرة في كل منطقة من المناطق، خاصة وأن كل منها لديه خاصية متفردة، على أن ينقل مجلس الغرف السعودية الصورة الحقيقية للقطاع الاقتصادي للداخل والخارج، خاصة وأن المملكة هي محور ربط القارات الثلاث مع ثرائها بالفرص الاستثمارية المتنوعة. ولفت إلى أن رؤية المملكة 2030 ارتكزت على 12 قطاع متاح بها فرصاً استثمارية، منها التجارة التقليدية، وتجارة التجزئة، والجملة، والتجارة الالكترونية بأشكالها المختلفة، فضلاً عن الخدمات الهندسية، والصحية، والنقل، والخدمات اللوجستية في المطارات والموانئ وغيرها، فجاءت فكرة انتاج معلومات ذكية حاوية لجملة معلومات مفيدة، تستطيع الشريحة المستهدفة التفاعل معها والاستفادة منها، وأن تكون المرجعية للخارطة الاستثمارية الغرف التجارية، كونها ترعى مصالح المستثمر والقطاع الخاص. وقدم عبد الرحمن حترش آل حشيش مدير إدارة الشؤون الاقتصادية بغرفة نجران قدم عرضاً لمنهجية مقترحة للخارطة الاستثمارية، مبينا أن الفريق درس الوضع الراهن لكل غرفة تجارية على حده، أعقبها تحديد قطاعات مستهدفة على المدى الاستراتيجي بطريقة تتوافق مع الرؤية السعودية، ثم يتم تحديد فرص استثمارية بعينها من وجهة نظر القطاع الخاص، لتعمل عليها الغرف التجارية وتقدمها للمستثمرين. وتابع: تم اختيار منهجية محددة لمناقشاتها كونها الأفضل في مجال تخطيط التنمية الاقتصادية المحلية، وقد طرحت منهجية خاصة بالبنك الدولي، ثم منهجية خاصة بالجمعية العالمية لإدارة المدن، ومنهجية خاصة بالتنمية المحلية للبروفيسور بلاك لي المتخصص في التنمية الاقتصادية المحلية، وتمت مناقشة المنهجية الأخيرة، حيث جرى استخلاص البنود المناسبة منها والاضافة والتعديل للتطبيق. ونوه عبدالله حسن العمران من مركز البحوث والمعلومات بمجلس الغرف السعودية إلى أن الورشة خرجت بنموذج موحد سيرفع للاعتماد لتتعامل معه الغرف، مشيراً إلى أنه نموذج يتوائم مع قدرات الغرف التجارية لتتعامل معه بمنهجية علمية واضحة ومعتمدة من الجميع، على أن تحتوى الخارطة جميع القطاعات التي تستهدفها الدولة، وكذلك قطاعات أخرى مستحدثة.