أثارت صورة سيلفي تجمع الرئيس السوري بشار الأسد بالسياسي الفرنسي جوليان روشيدي Julien Rochedy"" الذي ينتمي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصفها بعض النشطاء بأنها سيلفي مع "هتلر العصر الحديث". واحتفى جوليان روتشيدي، بلقائه مع الأسد بنشر صورة سيلفي تجمعه بالرئيس السوري على حسابيه على"تويتر" و"إنستغرام".. وروتشيدي، هو كاتب فرنسي وفقاً لتوصيف وكالة أنباء "سانا" السورية الرسمية وهو عضو في وفدٍ زار العاصمة السورية دمشق، الجمعة 25 مارس/آذار 2016. وتجاهلت الوكالة السورية الانتماء السياسي المثير للجدل لمن وصفته بالكاتب الفرنسي، إذ تشير ويكبيديا الفرنسية إلى أن روتشيدي، مدير الجبهة الوطنية للشباب التابعة للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المعادية للعرب والمسلمين، ومعروف عن هذا الحزب موقفه المناهض للمهاجرين العرب في فرنسا الذي ورثه عن رئيسه السابق ومؤسسه جان ماري لوبان المشهور بتصريحاته المعادية للعرب وكذلك تقليله من جرائم النازية. وبينما يقدم النظام السوري نفسه باعتباره القلعة الأخيرة للعروبة، وواسطة العقد في محور المقاومة، فإن السياسي الفرنسي الذي التقط السيلفي مع الأسد ينتمي لحزب قام منذ نشأته على فكرة العداء للعرب والمسلمين. واحتفى النظام السوري بزيارة الوفد الفرنسي الذي قام بزيارة إلى دمشق القديمة، والتقط الصور مع بعض المارة واحتفلت به وسائل إعلام الأسد من خلال إيفادها كل الفضائيات التابعة له لتغطية الزيارة التي كان يتواصل أغلب أصحابها مع السوريين في سوق الحميدية بعبارة: "بونجور" فقط. فيرد السوري الواقف: "بونجور" ثم ينتهي الحوار على الفور.. وفقاً لموقع قناة "العربية". ووصف احد المغردون الصورة بأنها سيلفي مع هتلر العصر الحديث.. وذلك في تعليق باللغة الفرنسية على موقع إنستغرام. وعلق اخر قائلاً بالفرنسية "صورة مع القاتل الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الأطفال !! مبروك !!" وفقاً لموقع قناة "العربية" فإن ناشر السيلفي الفرنسي جوليان روشيدي، لم يعبأ بردود الأفعال، نظراً لكونه نشرها احتفالاً بالتقاط "صورة مع قاتل نادر" كما علّق بعض المستخدمين التويتريين ومن ردود الفعل القوية على السيلفي: "سيلفي مثير مع مجرم حرب.. سيلفي رائع مع من قتل شعبه وشرّده بالملايين". وقال اخرعلى فيسبوك إن التقاط سيلفي مع "قاتل بحجم الأسد لا يقل خطورة عن التقاط سيلفي مع أفعى الأناكوندا العملاقة". وهي نوع من الثعابين العملاقة التي تبتلع ضحاياها دفعة واحدة وتبقى ساعات تهضم بها ولا تعاني من عسر هضم أو حموضة في المعدة، بسبب تعودها البيولوجي على ابتلاع الضحايا من الرأس إلى القدمين دفعة واحدة وطيلة حياتها، وذلك بعد أن تقوم بخنق الفريسة بالالتفاف على رقبتها أو خصرها لمنعها من التنفس. وقال البعض على فيسبوك: "لو كنّا مكان الزائر الفرنسي لما فوّتنا تلك الفرصة، فأين سنتمكّن من التقاط سيلفي مع الأكثر خطراً وقتلاً على وجه الأرض؟". ووفقاً للوكالة السورية قال السياسي الفرنسي جوليان روشيدي تعليقاً على لقائه بالأسد: "قابلت رئيساً محباً لشعبه وتحدثنا مع سيادته عن الوضع في سوريا والعالم عموماً وعن الجغرافيا السياسية حيث لاحظت أن الرئيس الأسد يتمتع بثقافة عالية جداً كما تطرقنا إلى العلاقات مع فرنسا التي أوجعت قلوبنا بسبب حماقة الذين يقودوننا هذه الأيام.. حسب قوله وارتبط حزب الجبهة الوطنية باسم زعيمه التاريخي المثير للجدل جان ماري لوبان الذي ترأس الحزب من عام 1972 إلى 2011 ، وحقق لوبان مفاجأة سنة 2002 بوصوله إلى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، مما أثار الذعر في فرنسا وتوحدت كافة القوى السياسية الفرنسية خلف الرئيس الفرنسي جاك شيراك خوفاً من نجاح لوبان. وفي عام 2011 تولّت ابنته مارين لوبان رئاسة الحزب، وحاولت أن تخلص حزبها المناهض للمهاجرين من صورته كحركة عنصرية مناهضة للأجانب وللسامية وتعزيز اجتذابها للناخبين مع استعدادها لترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2017، حيث تشير استطلاعات للرأي إلى أنها قد تصل إلى جولة إعادة في انتخابات الرئاسة، ولكن من غير المحتمل الفوز بها. وسبق أن أعلن جان ماري لوبان مؤسس حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف في فرنسا ورئيسه الشرفي أنه قرر اعتناق الإسلام نكاية في ابنته رئيسة الحزب مارين لوبان، وفق ما نشرته صحيفة القدس العربي، ورداً على قرارها تجميد عضويته في الحزب على خلفية تصريحات وصفت ب «العنصرية واللاسامية» أدلى بها وسبّبت لها حرجاً. وتخشى مارين لوبان حدوث انشقاق في الحزب الذي تتزعمه بسبب تمتع والدها بشعبية كبيرة داخله، وفي ظل وجود أصوات ترفض إقصاء لوبان الأب من الحزب وطرده من هياكله، كما أن النزاع بين الأب والابنة تسبب في انقسام حتى داخل العائلة بين من يؤيد ماري وجان لوبان، إضافة إلى حدوث تصدّع مماثل داخل هياكل الحزب ومؤسساته. أما ابنته مارين لوبان فرغم محاولتها لتبييض وجه الحزب وتجميله قليلاً إلا أنها تشتهر بموقفها ضد المهاجرين ودعوتها إلى ترحيل الذين يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية، فوراً، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملاً ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية. وتطرح لوبان فكرة الأولوية الوطنية والتي مفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل (إذا كانت الكفاءة متساوية).. وفقاً لموقع "بي بي سي" . وتعترض لوبان على سياسة التبادل الحر في الاقتصاد، وترى أنها تفرض على فرنسا تنافساً مجحفاً مع الدول النامية، ولذلك تقترح نوعاً من الحماية المعقولة للاقتصاد الوطني، لا تصل إلى الانغلاق تماماً. وتدعو إلى خروج تدريجي من منطقة اليورو والعودة إلى الفرنك الفرنسي. وتعهدت مارين لوبان، إذا وصلت إلى سدة الحكم، بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى حين التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب وليس النقاب أو البرقع، فحسب. وتدعو أيضاً إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه "حلال"، أو وفق الديانة اليهودية. وقد حاولت زعيمة الجبهة الوطنية التخلص من إرث والدها بالتقرب من إسرائيل وانتقدت الحملة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل بأنها "عنصرية"، مؤكدة أنها لن تسمح بمعاداة السامية في حزبها. وتتهم مارين لوبان في فرنسا بالعنصرية وكراهية الأجانب، ولكنها تنفي ذلك، وتقول أنها تناضل ضد الهجرة وليس ضد المهاجرين كأشخاص، وأنها دافعت عنهم أمام المحاكم، عندما كانت محامية. ويصنف حزب الجبهة الوطنية بأنه اليمين المتطرف من قبل أحزاب اليسار، ووسائل الإعلام الكبرى، وترفض لوبان هذا التصنيف، وتعرّف حزبها بأنه "اليمن الوطني"، وتصفه أيضاً بأنه حزب "لا يمين ولا يسار".