بعدما حققت رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، مكاسب كبيرة في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت مطلع الشهر الجاري، الا انها هُزمت خلال الإقتراع الأخير قبل الإنتخابات الرئيسة العام 2017 من قبل منافسها من المعارضة اليمينية. وولدت لوبان عام 1968 وهي ابنة اليميني المتطرف جان ماري لوبان مؤسس حزب «الجبهة الوطنية» ورئيسه السابق، والذي قاده طيلة 40 عاماً ليتنازل عن رئاسته لصالح ابنته. ودرست لوبان المحاماة ومارستها وانتخبت عضواً في الاتحاد الأوروبي عام 2004، وأعيد انتخابها في العام 2009، وترأس حزب «الجبهة الديموقراطية» منذ العام 2011. وكانت لوبان مرشحة الحزب للرئاسة الفرنسية في العام 2012 وحصلت على 14 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، اذ حلت ثالثة خلف الرئيس الحالي الاشتراكي فرانسوا هولاند وغريمه السابق اليميني نيكولا ساركوزي. ودافعت لوبان عن الأفكار التي تتبناها الأحزاب اليمينية ليس في فرنسا فقط، بل في دول أوروبا كافة، اذ سعت دائماً إلى تشكيل تحالف قوي بين الأحزاب اليمينية مثل «الجبهة الوطنية» و«التحرر النمساوي» و«فلامس بيلنغ البلجيكي» لضمان السيطرة على البرلمان الأوروبي. وعرفت بمواقفها ضد المهاجرين ودعوتها إلى ترحيل غير الشرعيين منهم، إذ يقوم مبدأها على أساس «الأولوية لمن يحملون الجنسية الفرنسية». وفي آب (أغسطس) الماضي، فصل حزب «الجبهة الوطنية» مؤسِّسه جان ماري لوبان (87 سنة)، في محاولة للتخلّص من السمعة التي اكتسبها الحزب بأنه معادٍ للسامية، وتعزيز فرص ابنته مارين في مسعاها إلى الترشّح للرئاسة. وقال الحزب في بيان: «قررت اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية، بالغالبية المطلوبة، استبعاد السيد جان ماري لوبان من العضوية». وتحاول لوبان، التي تسلّمت القيادة من والدها في 2011، تغيير صورة الحزب وتحويله الى قوة مناهضة للهجرة ومشكِّكة في الاتحاد الأوروبي تسعى الى تطبيق سياسات الحماية التجارية. ومن ناحية أخرى اتهم جان ابنته بتدبير مؤامرة ضده ولجأ إلى القضاء، إلا أنه تم فصله من الحزب نهائياً في آب (أغسطس) الماضي، لتخلو لإبنته «الوريثة السياسية» زعامة الحزب. وأثار جان ماري لوبان المشكلة في نيسان (أبريل) الماضي، عندما كرر وجهة نظره بأن غرف الغاز في الحقبة النازية كانت مجرد «تفصيلة» في الحرب العالمية الثانية.