أكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء على أنه يجب أن تشيع فينا ثقافة الحوار ممارسة في شأننا كله في بيوتنا ومدارسنا وأعمالنا وخاصة التربوية والاجتماعية والوظيفية، وقصر الحوار في محاضرته على الجانب التربوي من خلال أربعة محاور؛ محددات الحوار وأهدافه وآثاره وفوائده وصفات المحاور. جاء ذلك في محاضرة ألقاها معاليه عن دور الحوار في بناء الشخصية المتزنة" ضمن ملتقى وطني قبلة المسلمين في عامه الثاني الذي تنظمه الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة ممثلةً بإدارة التوعية الإسلامية اليوم الخميس: 23/ 5/ 1437ه بمسرح الإدارة بالعزيزية، و استهدف الملتقى أكثر من 1900 من منسوبي التعليم من مديرين ومديرات المدارس والمرشدين والمرشدات والمشرفين والمشرفات التربويات ورواد النشاط والتوعية الإسلامية في جميع المدارس بنين وبنات بمنطقة مكةالمكرمة برعاية من المدير العام للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي. وقال ابن حميد: إن الحوار التربوي أسلوب تعليمي يستخدم فيه أطراف الحوار الأسئلة وإجاباتها بهدف إثارة عقول المتعلمين وتمحيص الأفكار ومحاكمتها علميا للوصول للحقائق. وأكد أن الحوار عرض الأفكار وفهم الآخر وليس شرطاً الإقناع. وإنما هدفه أن نريه مالا يراه ونطلعه على أشياء غابت عن ذهنه، فالإقناع خارج الحوار، والحوار أفكار بينما الإقناع أمر قلبي. وفي محور آثار الحوار وفوائده اعتبر الشيخ ابن حميد أن الحوار ينمي الشخصية المتزنة، ذاكرًا فوائد عدة للحوار في الجانب التعليمي، منها: تشجيع الطلاب على المشاركة الايجابية في الحوار والتعبير عن أفكارهم وهمومهم، وإشعارهم بالأمان، وتوسيع مداركهم وتنمية أفكارهم وإثارة اهتمامهم، والشجاعة في الطرح وتبني النقد الهادف والثقة بالتمسك بالحق المشروع والتنازل بنبل وشجاعة، فضلاً عن إكسابه للطلاب مهارات التواصل والتفاعل وحسن الكلام وفن الاستماع والإنصات. وطالب الشيخ صالح التربويين بالتحلي بصفات المعلم المحاور وأن يكونوا قدوة حوارية ، كالحرص على معرفة الحق والوصول للصواب، لأن المربي ليس هدفه إفحام المتعلم، وتغليب جانب الرحمة والهدوء واللطف، واحترام الطالب بإشعاره بالاحترام والتقدير، والحلم والإنصاف، أما الاعتراف بالخطأ فقضية سامية. ولفت إلى أن نجاحنا في الحوار مع طلابنا سيؤدي لتخريج أجيال أسوياء متزنين في شخصيتهم واثقين من أنفسهم وفاعلين في مجتمعهم. وفي نهاية المحاضرة قدم المدير العام للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي هدية تذكارية لمعالي الشيخ صالح بن حميد وشكره على محاضرته القيمة التي يحتاجها المجتمع كله خاصة منسوبي التعليم.