تزامنا مع الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية أقام نادي أدبي نجران متمثلاً بالقسم النسائي .محاضرة بهذه المناسبة للدكتورة ولاء قسم السيد دكتوراه في الفلسفة واللغة العربية والتى سلطت الضوء على الغزو الثقافى واستلاب الهوية العربية باستهداف الجيل الذى عليه المعول فى قيادة الأمة العربية وذلك بتسليحه بما يواجه به هذا الاستهداف للحرف العربى والذى ظل مستهدفا طيلة السنوات الماضية بمحاولة تشويهه بلغةِ جديدة تعُرف (بالفرانكو آراب) وكذلك تناولت المحاضرة بعض المقترحات التى نحسبها منجيًة ومنقذة لشباب عربى يقود أمة تتعهد رسالة وحى وشرف تراث أصيل ورشة عمل عن الأخطاء اللغوية الشائعة التى تمً فيها عرض أكثر الأخطاء اللغوية الشائعة والتى كان من أهم أولوياتها تدريب الحضور على ضرورة النظر بعين فاحصة و ناقدة للحرف العربي كما تناولت الدكتورة قراءة أدبية لرواية (الأسود يليق بك) للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى والتى جاء اختيارها لها بسبب الرواج الذى وجدته الرواية من قِبل القُراء والنقاد رغما عن تباين الآراء حولها مابين مادح وقادح والتى رأينا ارتباطها لغويا بهذه المناسبة حيث شغلت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى الساحة الأدبية منذ فترة ليست بالقصيرة وخاصة بعد ظهور ثلاثيتها (فوضى الحواس-وذاكرة الجسد-عابر سرير) والتى إستطاعت أن تأخذ بمجامع قلوب وعقول القارئ الأدبي بتلك المفردة الأنيقة والتعبير الرائع. وبعد تلك الثلاثية ظهرت الرواية الأخيرة للكاتبة(الأسود يليق بك) والتي خلقت فوضى الحواس حقيقة بما أخذته من رواج ودوران على الألسن ما بين مادح وقادح من هنا كان الإختيار لقراءة الرواية قراءة أدبية فى مناسبة الإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لأن الرواية شكلت فى معظمها ميلاد جديد لتعابير لم تكن مطروقة من قبل في لغتنا العربية. فجاءت هذه القراءة على ثلاثة محاور مقدمة عن الرواية وكاتبة الرواية مقتطفات من الرواية مع التعليق على بعضها اراء النقاد والمفكرين حول الرواية مع التعليق على تلك الآراء. وأضافت السيد خلال قراءتها لرواية الاسود يليق بك ان خاتمة الرواية قد تكون صدمة للقارئ الذى لم يتوقع لها النهاية بهذه الاحداث المفاجئة بين المغنية الشابة بطلة القصة وبين رجل الأعمال بطل قلبها فنهاية الرواية اتسمت بهدوء مفاجئ لا يشبه صخب وفوضى بدايتها ولا يمت بصلة إلى الارتباك الذى اصاب البطلة (هالة الوافى) وعصف بهدوء حياتها فالكاتبة على ما يبدو لم تنس مبادئها في بعض مواضع من روايتها على الرغم من تضمينها لمشاهد حميمة بين البطل والبطلة بعبارات مباشرة ولكنها تقفز فجأة معلقة بأن (هالة) رغما عن حوجتها لهذه المشاعر إلا أنها لا تفرط أبدا في المبدأ الذى نشأت عليه وهو المحافظة على سمعتها وشرفها وقد يقول قائل أين كان هذا الشرف عندما سوَلت لها نفسها أن تكون معه في غرفة واحدة وقالت السيد هنا يستحضرني تعليق زميلى الدكتور زهير العمرى رئيس قسم اللغة العربية بجامعة نجران في حوار صحفي (الرواية العربية تكتفى بمشاهد الانهيار) فهو قد تطرق إلى اقحام مشاهد العلاقات الخاصة في الرواية لإكسابها بٌعدا من الشهرة والدوران على الألسن متى ما احتاج إليها الكاتب بتصرف ولكنى اعتقد في حالة كاتبتنا أحلام مستغانمي أنها حاولت اقحام احداث الجزائر السياسية لتسير احداثها جنبا الى جنب مع التدفقات العاطفية في محاولة منها لخلق نوع جديد من الرواية العربية والتى قد يرى البعض انها وفقت وقد يقدحها البعض. رغما عن ذلك لا نستطيع أن ننكر أنً الرواية شغلت العالم العربى بمختلف قطاعاته بتسجيلها أعلى نسبة مبيعات في السنوات الماضية مما يعطى مؤشرا بنجاحها فى استقطاب قراء ومهتمين جدد في وقت هُجرت فيه القراءة وسكنت العنكبوت دور النشر والمكتبات فتلك اذن محمده. أذن تفاجأنا جميعا أن الرواية عند احلام مستغانمي لم تكن رواية بختامها يتزوج الابطال لكنه الابحار دون سفينة وشعورها أن الوصول محال.