لم يقتصر الغزو الفكري على طريقة واحدة ولا وسيلة إعلامية واحدة بل استخدم جميع الوسائل والطرق للوصول لهدفه ومبتغاه . وعلى الرغم من التحذيرات والتنبيهات من الكتاب والناصحين إلا أن دور الجهات الرقابية يكاد يكون خجولاً بعض الشيء عطفاً على كمية القيم والمبادئ الهادمة لعقيدتنا ومبادئنا الإسلامية . انظم للقنوات الفضائية الهادمة ووسائل التواصل الاجتماعي العديد من القصص الطفولية التي رُسمت بشكل جذاب للطفل وجعلت من الصور التي حوتها نوعاً من أساليب الجذب للطفل ، وليس هنا فقط بل تعدى إلى أن توضع وتسوق في الأماكن العامة والمكتبات على مرأى من الناس دون أي اكتراث لعين الرقيب التي تكاد أن تكون غائبة إن لم تكن بالعفل كذلك . قصة " الأميرة الهاربة " تفاجئ أحد الآباء بما حوته من محتوى غير أخلاقي بل هو وسيلة من الوسائل الهادمة للقيم والمبادئ الإسلامية . وكما هو معروف فالطفل لديه تقبل كبير لأي ثقافة كانت فإن كان ما يتلقاه ذا فائدة وقيمة كانت النتيجة ايجابية وكان جيلاً نافعاً لدينه ووطنه ودينه ، وإن كان خلاف ذلك فقد ضمن أعداء الدين جيلاً فاسداً ومنحلاً خلقاً وأخلاقاً وبذلك فقد تمكن هؤلاء من تأسيس بنية لمجتمع منحل وبعيداً عن قيمه الإسلامية . قصة الأميرة الهاربة ضمن قصص كتاب بيرو المترجمة للعربية قال عنها أحد أولياء الأمور بعد أن تفاجأ من محتواها أثناء قراءته لابنته من إحدى المكتبات أن القصة تحكي أن والد الأميرة يريد الزواج منها وهذه دعوة لقلب الموازين وفطرة الطفل السليم وهي من حقد الغرب على ديننا الحنيف وبعبارات صريحة موجهة للطفولة ولكن السؤال المحير لأغلب الآباء الذين طرحنا عليهم هذا القصة "كيف سُمح لها أن توضع فوق أرفف المكتبة وتباع للناس دون مراقبة محتواها من جهات الاختصاص " تحدث الأستاذ بدر مرزوق معلم التربية الإسلامية أن الغزو الفكري أصبح موجه للطفل سواء كان عن طريق التلفاز بالبرامج والأفلام الكرتونية التي تدعي إلى معاشرة الطفل لأخته وأيضاً عن طريق المجلات والقصص المترجمة التي أكاد اجزم أنها موجهة للعرب خاصة وذكر الأستاذ عبدالناصر الغامدي أنه أصبح من الصعب مراقبة الأطفال حتى وهم في المنزل بسبب الأفلام الكرتونية والآن بالقصص التي من المفترض أن تكون هادفة تحث على الصلاة والصبر والتضحية وبر الوالدين ولكنها أصبحت تغذي عقل الطفل بالأفكار المنحرفة وزرع حب الدياثة في قلوبهم ويوصي الأستاذ تركي الزهراني بتعليم الأطفال أمور دينهم وحثهم عليها قبل سن البلوغ لأن الطفل أصبح يعرف ويميز الأمور من سن الرابعة وإذا لم نزرع فيه حب الدين وأهميته بالتأكيد سوف يتلقى أفكار الأفلام الكرتونية والقصص المترجمة. لم يبق إلا أن تكون رسالتنا لأولياء الأمور أن تكون القصص التي يختارونها لأطفالهم متوافقة مع مبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف كما أن دور الجهات الرقابية حتماً لن تكون مكتوفة الأيدي فسيكون لها دورها المناط بها لحماية أطفالنا من ثقافة دخيلة على مجتمع إسلامي محافظ.