يعتبر الإعلام ذا تأثير بالغ الأهمية على ثقافة الطفل في المجتمع الإسلامي بسبب تداخل الثقافات وتسربها بين معتقدات صحيحة وأخرى خاطئة مغالطة لواقع الدين والمجتمع والعادات والتقاليد وباعتبار الإعلام معززا للمواقف ومساندا في تشكيل المثل العليا والمفاهيم الصحيحة لبرامج الأطفال والتي تجعله يتحمل على عاتقه مسؤوليتها بكافة وسائل الاتصال المقروءة والمسموعة والمرئية، ولقد أثبتت الدراسات النفسية والتربوية بأن مرحلة الطفولة هي مرحلة اختزالية لخبرات تؤثر على مسيرة الطفل المستقبلية، فما هو المطلوب من الإعلام في عصر تعولمت فيه الأفكار والمعتقدات واختلط الحابل بالنابل؟ ثقافة الطفل لا بد من تواجد طرق حماية من البرامج الرديئة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية من خلال توفير البديل الإعلامي ليتواجد جنبا الى جنب مع المنتج الإعلامي والثقافي الأجنبي لنجنب أبناءنا ما يسمى بالغزو الفكري في ظل انتشار الثقافات الأكثر نفوذا حيث تعتبر ثقافة الطفل مزيجا من العقائد والعادات والأخلاق والأنماط السلوكية التي يكتسبها داخل مجتمعه والطفل يعتبر حاضنا جيدا لأي ثقافة تتسرب إليه وتعتبر لغة الطفل مفتاح عقله وقلبه ووسيلة في التعبير عن مشاعر الحزن وهنا تشير ود القرني وهي أم لإحدى الصغيرات الموهوبات بأن تفاعل الاطفال وخصوصا الأذكياء منهم تفاعلا سريعا ومحاذيا وخصوصا بوجود تلك الافلام الكرتونية المدعمة بالألوان الجذابة والاحداث الدرامية التي تكسب تعاطف الطفل مع الشخصيات والتلبس بأفكارها وهي نقطة هامة لا بد للإعلام من دراستها تماما في عصر تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول ليصبح العالم كله متواجدا امام ناظريه فيجب ان تنقح الافلام الكرتونية والشخصيات من قبل الاعلام لو بتغيير الدبلجة ونوعية الحوار لا نسخه تماما كما هو لغرس الأنماط السلوكية الجيدة للطفل الذي يقضي امامه ساعات طويلة يؤثر على متابعته لدروسه ولتشكيل أفكاره التي قد لا تتضح في وقت مبكر، وليس ذلك فقط بل تتجاوز الى برامج السي دي وألعاب play station فهو مشاهد وناقد يمتص الاخلاقيات والميول والاتجاهات وخصوصا تلك التي تمس مشاعر الاعجاب والاعتداد بالذات كما انه من المهم رصد تلك الافلام الكرتونية الجامحة للخيال نحو الفضاء والقدرات الخارقة والكواكب التي لم نسمع عنها الا في تلك الافلام مما يؤثر عليه سلبا في تهيئته للعنف والجريمة ويحجم من قدراته الابداعية الحقيقية عند التعامل مع واقعه الحقيقي فالهدف تشكيل المبدع الصغير الذي يمتزج دينه وخلقه بعاداته وتقاليده والتي تسخر كقاعدة لانطلاق طموحاته عبر الافلام الكرتونية المناسبة تربويا وأخلاقيا لشخصية الطفل المسلم. الثقافات الموروثة الطفل كما وصفه الغزالي صفحة بيضاء قابل للخير والشر، فإذا عودناه الخير اصبح إنسانا صالحا، وان عودناه الشر اصبح شريراً وفاسداً، ونحن في عصر انتشرت فيه أفلام ديزني المصنعة في الغرب والافلام المدبلجة المصنعة في الشرق الاقصى والافلام التي تنتجها مؤسسات الانتاج الخاص وهي ابرز ما يعرضه التلفاز وكل تلك المواد مستمرة لخدمة الثقافات الغربية وخيالات الشرق الاقصى والروحانيات المبالغ فيها والسحر والشعوذة والكهنوت ومن شأنها أن تؤثر على قولبة الطفل في قالب معين ممزوج بالمتعة وشغف المغامرة وهنا تضيف صفية الشهراني معلمة صفوف مبكرة بأن انعكاس الشخصيات الكرتونية يظهر بين صفوف الفصل الواحد والصيحات في الساحة الخارجية فترة الفسحة كمؤثر امتد من ساعات متواصلة في مشاهدة تلك الافلام وما يترتب عليه من أذية واضحة بين الاطفال لبعضهم البعض او المشاكل العاطفية لفتيات لم يتجاوزن التاسعة لأبطال المسلسلات حسب ما نعرفه من الإرشاد الطلابي ودورنا الوصول لحل كرائدات للفصول لتعديل تلك المفاهيم فعناصر الافلام الغربية يسيطر عليها مبادئ قصص الحب والاجساد الكرتونية الجميلة ليكون لدى الطفل فكرة الجمال الغربي كنموذج في الغرب بمبادئهم وقيمهم التي تتعارض مع قيمنا وأصالتنا كما ان افلام الشرق الاقصى وبراعته في ايجاد مخلوقات الكترونية خارقة هي وسيلة داعمة للعنف في وقت تتحاشى فيه الأسر المسلمة من مشاهدة أطفالهم الجرائم الدموية التي ترتكب في حق المسلمين بينما يتولد في منحنى آخر طفل تشده مناظر الدماء في تلك الافلام فهذا فيه تناقض في التربية وهدم القواعد التربوية الإسلامية التي تحرص كل أسرة على غرسها في نفوس الاطفال. الشخصية الاستهلاكية يعتبر فن الدعاية فنا تجاريا يعرض في قالب مميز وجذاب ويعتمد على دراسات نفسية وتربوية لشخصية الطفل ومزاجه وما يجذبه وما يستهويه وبذلك يكون عرض الافلام الكرتونية ضمن برامج دعائية هدفها إيجاد مستهلكين ينشؤون على متابعة الجديد في العالم عبر تنمية مهارات الشراء وحول هذه النقطة تضيف اعتماد رأفت مشرفة اطفال في احدى المدارس الخاصة بأن المقصف الخاص بالمدرسة مليء بالمنتجات الدعائية الخاصة بالافلام الكرتونية وهناك ربحية عالية بسبب تأثيرها على الاطفال وعندما تعرض منتجات لا حصر لها ولا عد لقصص كرتونية متوفرة كأجزاء على هيئة قصص مقروءة وسي دي ولأشرطة الفيديو وحلقات تفوق حلقات التمثيليات المكسيكية ليكون الطفل على ارتباط بها حتى بعد انتهاء عرض الفيلم الكرتوني وما يلحقها من منتجات أدوات قرطاسية وألعاب عليها صور أبطال القصة بل تعدى ذلك تضافر شركات المواد الغذائية بإلصاق صور أبطال القصص على العصيرات والالبان والحلويات والشوكلاته والبسكويتات المختلفة من اجل جذب الاطفال لشراء المنتج وطبعا قد تكون الشخصية الكرتونية تمثل اشخاصا يمارسون طقوسا عقائدية عبر إظهار الكنيسة وصوت أجراسها وسط هطول الامطار والثلوج مع خلق المشاهد العاطفية لاستغلال الطفل عاطفيا وللاسف نجد ان بعض الأسر يقومون بمتابعة الافلام الكرتونية مع الاطفال بطريقة عشوائية لأن التلفاز يشد الطفل ويحجم من حركته او العبث والفوضى داخل البيت، فلا تكون هناك رقابة حقيقية على الطفل مما يطمس شخصيته وينغمس داخل شخوص الافلام فلماذا لا تقنن القنوات الفضائية برامج مستمدة من القصص القرآني والتاريخ الإسلامي والأناشيد المصورة لكي يكون هناك استثمار تعود عائداته على شركات إسلامية يستفيد من إنتاجها الطفل العربي المسلم.