تُمثّل الفنانة السعودية منال الضويان المملكة في معرض الفنون الدولي ال 60 في إيطاليا (بينالي البندقية)، والذي سيستمر لمدة 4 أيام خلال الفترة من 20- 24 إبريل الجاري، في رابع مشاركة سعودية بالمعرض وثالث مشاركة نسائية. وتعكس الضويان من خلال عملها التركيبي متعدد الوسائط "نطقت الرمال فتحرك الصوت"، حيوية مسيرة المرأة السعودية في فترة التطوُّرات الثقافية العميقة الجارية حالياً، حيث جمعت ما بين الظواهر الصوتية والجيولوجية الصحراوية والأصوات النسائية المتآلفة في تعبير جماعي يفنّد المفاهيم الخاطئة عنها. وتتألق الضويان، في تجربتها الأولى التي تستكشف الصوت كوسيط فني معبّراً عن رحلة المرأة السعودية، حيث تلتزم بالارتقاء بصوت المرأة الذي يبقى ثابتاً لا يتبدّل، إذ تصبّ تركيزها على توثيق التجربة المعيشية للنساء في المملكة بفخر وحساسية مرهَفة، وذلك بعد عملية الإعداد التي شملت سلسلة من وِرَش العمل في الخُبر وجدة والرياض، وإقامة قنوات تواصل مع أكثر من ألف امرأة وفتاة سعودية. ويستحوذ عمل "نطقت الرمال فتحرك الصوت" على مساحة الجناح السعودي بالمعرض من خلال الأصوات والمجسّمات، من حيث اتخاذه هيكلية أهازيج الحرب كالعَرضة والدحّة التي كان يؤديها الرجال عادةً متحلّقين حول "الحاشي"، لكنها استبدلت ذلك بأصوات السعوديات اللاتي أعلنّ عن أنفسهن من خلال الرسومات والكتابات والأغاني، فهي التي تلعب هنا دور "الحاشي". ويدعو عمل الضويان الفني زائر الجناح لشق طريقه عبر متاهة من المجسمات الضخمة المطبوعة بالشاشة الحريرية، والشبيهة ببتلات وردة الصحراء، وهي صخور بلورية تتشكّل في الرمال ويمكن العثور عليها في الصحراء بالقرب من مسقط رأس الفنانة في الظهران، حيث ترى تلك الصخور المدموغة بالنصوص رمزاً للهشاشة وسرعة الزوال والأنوثة والقدرة على التحمُّل. وللمرة الأولى استخدمت الفنانة في ذلك الكتابات والرسومات التي وضعتها المشارِكات في ورش العمل، بعد أن عُرضت عليهن مقتطفات من الصحف المحلية والدولية تدور حول المرأة السعودية، حيث كشفت أبحاثها عن وجود هوس بالمسموح أو الممنوع في تصرفاتهن، فضلاً عن الكثير من الافتراضات عن رغباتهن من دون الاستئناس برؤية المرأة السعودية لنفسها. وحاولت الضويان من خلال العمل الفني المقدَّم في بينالي البندقية للفنون 2024، تمثيل المرحلة التي وصلت إليها في مسيرتها الفنية، انطلاقاً من المجتمع والعالم ككل، مشيرةً إلى أنها استوحت العمل من الدور المتطوِّر للمرأة في المجال العامّ في المملكة، وسعيها المستمر لإعادة تعريف المساحة المادية التي تعيش فيها والسرديات التي حددتها تاريخياً. من جانبها، لفتت المدير التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين، إلى أن عمل الضويان يسلط الضوء على مسيرة المرأة السعودية في الأعوام الأخيرة، من حيث إن الفنانة توجّه من خلاله الدعوة للجمهور إلى التفكير في الصور النمطية التي عفا عليها الزمن، وتسعى في الوقت نفسه إلى إيصال صوت المرأة السعودية الذي أصبح اليوم عابقاً بالحيوية والرقة والطموح والتمكين والاستقلالية. وفق "أخبار 24". كما أكدت القيّمتان الفنيتان جيسيكا سيرازي ومايا الخليل والقيّمة المساعِدة شادن البليهد المشارِكات في المعرض، أن الضويان تحاول من خلال أعمالها مقاومة سردية "الآخر المختلف" وتوصيل أصوات لم تُسمَع منذ فترة طويلة، وتغيير الفكرة السائدة عن الفنانين الأجانب وعزلة الغرباء، وتعزيز زمالة الخبرة المشتركة. يُشار إلى أن هيئة الفنون البصرية، كلفت الفنانة منال الضويان بتمثيل المملكة، في الدورة الحالية من المعرض من خلال الجناح الوطني السعودي الدائم في قاعات الأسلحة بمجمّع الأرسينالي في مدينة البندقية بإيطاليا.