وافق المقام السامي على إقامة ندوة علمية كبرى بعنوان "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" بنسختها الثانية، في رحاب المسجد النبوي، وذلك تجسيدًا لمنزلة المكان الذي شهد التشريعات والوقائع والأحكام، ولإثراء موضوع الفتوى من أهل الاختصاص. وتعد هذه الموافقة دعمًا للتحول في أساليب الفتوى، وتيسيرها، ورقمنتها؛ بما يُلائم ويُلبي احتياجات قاصدي الحرمين الشريفين الدينية، وعونًا على أداء مناسكهم وشعائرهم التعبدية، وتأتي هذه الندوة امتدادًا لجهود قادة هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين، وإيصال رسالتهما السامية إلى العالم أجمع، وفق منهجها الوسطي القويم. وأكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن السديس، أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على إقامة هذه الندوة؛ تجسد عناية الدولة بالفتوى؛ لما لها من أثر مباشر على قاصدي الحرمين الشريفين، وإثراء رحلتهم الإيمانية. وبين السديس أهمية الفتوى، وضرورة تأهيل المفتين، وإحاطتهم بأدلة الأحكام الشرعية، واضطلاعهم بالاستنباط، والقدرة على ربط الفروع بالأصول، وابتناء النوازل على القواعد والكليات، مع احتساب الأجر في إبلاغ هذا الدين، والنصيحة للمسلمين. وشدد على أهمية رسالة الحرمين الشريفين، في بيان المنهج الصحيح في الفتوى، وتعزيز دورها ومكانتها ومنزلتها في نفوس المسلمين، ونشر المنهج الإسلامي بأصوله وفروعه وأحكامه وتشريعاته؛ المرتكز على الوسطية والاعتدال إلى العالمين.