ليس هناك رأيان في أن الحرمين الشريفين شهدا خلال فترة قصيرة نقلة تقنية وذكية نوعية وتحولات رقمية غير مسبوقة، ساهمت بشكل فعال للانتقال لثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في كافة الجوانب الخدمية والتشغيلية، إلا أن التطور الكبير في مسيرة الفتوى الذكية في الحرمين عبر الروبوتات الحديثة عكس الانتقال الحقيقي من حقبة الكراسي القديمة والتلفونات العتيدة والكاونترات، إلى مرحلة الروبوت التوجيهي الذكي الذي لم يساهم في تطوير مستوى الفتوى وإجابة السائلين فحسب بل توعيتهم وفق منهج شرعي يعتمد على الكتاب والسنة، بل إلى فضاء تقني ذكي للتيسير للقاصدين. ويجيء إطلاق الندوة العلمية الكبرى بعنوان "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما" والتي تعقد لأول مرة في تاريخ الرئاسة بالتوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام، تأكيداً على أهمية الفتوى في الحرمين ولما لهما من مكانة علمية تعين قاصديهما على أداء مناسكهم، فضلا عن تأصيل الفتوى في الحرمين وفق المنهج الوسطي المعتدل إلى جانب السعي لإرساء أسس قويمة للفتوى، بما يسهم في التيسير على القاصدين. الريادة في الأساليب العلمية وتسعى الندوة لتنفيذ عدد من البرامج العلمية في مجالها تمثل ثلاثة محاور رئيسة الفتوى، ثم الفتوى في الحرمين، والمحور الثالث الأثر في التيسير على قاصدي الحرمين فضلا عن تحقيق الريادة في اعتماد الأساليب العلمية وإبراز المنهج المميز للفتوى في المملكة واتباع المنهج النبوي الشريف في تيسير الفتوى، إلى جانب أهمية الأخذ بالمنهج الصحيح في إظهار الفتوى وبيان أثر الحرمين في الفتوى وإيضاح الدور الريادي للحرمين والمملكة في مجال الفتوى. وثيقة فتوى الحرمين وكشف الرئيس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المشرف العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في تصريحات ل"الرياض" أن الندوة الكبرى ستتمخض عن إصدار وثيقة تاريخية للفتوى في الحرمين ولأول مرة تتضمن 20 بندا سيحدد المؤهلين للفتوى؛ وسيعضّد الفتاوى المشهورة ويقضي على الفتاوى الشاذة التي لا تستند إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم، مؤكدا أن مخرجات الندوة سيكون لها تأثير كبير على مكانة الفتوى في العالم الإسلامي. أكاديمية للفتوى وموسوعة رقمية وتابع قائلاً "إن مخرجات الندوة ستتضمن أيضاً إنشاء مراكز معلومات وأكاديميات تعنى بجمع الفتاوى لعمل موسوعة وتحويلها رقميا للتيسير على القاصدين وتهيئة أفضل الظروف لضيوف الرحمن. ونشر المنهج الوسطي المعتدل للمسلمين أجمع. وأضاف الشيخ السديس أن الندوة العلمية الكبرى تعقد بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية وتمثل أهم عوامل نجاح وتميز الندوة باعتبار أنها المرجعية المعتمدة في تحقيق المنهج الصحيح للفتوى خصوصاً في الحرمين مؤكدا أن القيادة الحكيمة تسعى جاهدة لنشر رسالة الدين الإسلامي وفق منهج الوسطية والاعتدال وفي إطار ضوابطه الشرعية التي تنبذ التطرف والغلو في الدين. مشاركة المفتي وأئمة الحرمين وأوضح الشيخ عبدالرحمن السديس، أن مشاركة سماحة المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأصحاب المعالي والفضيلة من هيئة كبار العلماء في الندوة، تؤكد عناية المملكة وعلمائها بمنهج الوسطية والاعتدال وتأطير أساليبها وتفعيل دورها في التيسير على قاصدي الحرمين وفق الشريعة الإسلامية السمحة، مشددا على أهمية دور الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في تحقيق منهج الوسطية والاعتدال، مشيداً بجهودها الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين. جاهزية وتكامل واستعدادات متكاملة هذا واستكملت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لإقامة ندوة "الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما، وقامت الرياض بجولة داخل مقر المناسبة في التوسعة السعودية الجديدة حيث يجري العمل على قدمٍ وساق وبشكل متواصل لوضع اللمسات الأخيرة للموقع والذي يعد بحد ذاته تحفة معمارية تناغمت مع هندسية البناء الداخلي للمسجد الحرام وفق الخطط المعتمدة لإقامة الندوة، وذلك بالتعاون مع كافة الوكالات المعنية. ومن المتوقع أن تتضمن الوثيقة التي ستصدر في ختام الندوة التأكيد على دور المملكة في مجال الفتوى ومنزلتها وتبني المملكة بالوسطية والاعتدال والعناية بمقاصد الشريعة وأن الفتوى تُعنى بحفظ النفس والمال والدماء المعصومة والحفاظ على الصحة والسلامة لقاصدي الحرمين وللعالمين أجمع. وستؤكد الندوة أيضا على أهمية دور المرأة وتمكينها في العمل بالحرمين الشريفين، ومن الجوانب المهمة التي تناقشها الندوة موضوع الفتوى في عصر التقنية وضرورة استثمار الوسائل المعاصرة لنشر رسالة الحرمين الشريفين ونشر الفتوى الصحيحة إلى جانب إعداد مقاطع مرئية مترجمة توضح الأحكام المتعلقة بالحج والعمرة. وتعقد الندوة الكبرى بموافقة سامية كريمة وبرعاية وحضور أمير منطقة مكةالمكرمة؛ وبمشاركة سماحة المفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين الشريفين وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والوزراء وكبار المسؤولين. وتعد الندوة أول حراك علمي بالتعاون مع الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء وهي مرجعية عظيمة للفتوى، خصوصا أن هذه الندوة تُقام لأول مرة في تاريخ الرئاسة، وتجيء أهمية انعقاد الندوة كونها الأولى التي يتم عقدها عن الإفتاء في الحرمين ومن مهبط الوحي تجسيدا لمكانة الحرمين وقاصديهما خصوصا أن للفتوى دورا مهما في إيضاح العلوم الشرعية والدينية. كما تهدف الندوة لتحقيق الريادة في اعتماد الأساليب العلمية في الفتوى وتقويم واقعها واستشراف مستقبلها، وتوضيح أهميتها ومكانتها السامية في المملكة وبيان المنهج الصحيح في الفتوى، وتسعى الرئاسة بالتعاون مع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إلى تنفيذ عدد من البرامج العلمية التي تقام حول الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرهما في التيسير على قاصديهما، واعتماد الأساليب العلمية وتقويم واقعها واستشراف مستقبلها إلى جانب إبراز التطوير للبرامج في الحرمين الشريفين وتأكيد ارتباط الفتوى للهيئة المعتبرة في الإفتاء وهي اللجنة الدائمة للإفتاء. وتتضمن الندوة عدة جلسات علمية وفكرية لإيضاح الدور الريادي للحرمين في نشر العلوم الشرعية، وبيان أثرهما في الفتوى إلى تعظيم الفتوى في العصر الرقمي، وأثر التقنية في تعزيزها إلى جانب تنظيم افتراضي الأكبر من نوعه في الرئاسة. الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الشيخ د. صالح الفوزان الشيخ د. صالح بن حميد الشيخ د. سعد الشثري اكتمال الاستعدادات لعقد الندوة