فعّلت رئاسة الحرمين الشريفين توصيات ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على القاصدين والتي عقدت بالمسجد الحرام، بالشراكة مع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، من خلال إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها، إلى جانب التأكيد على انتهاج المملكة الوسطية والاعتدال، وحرصت على توعية ضيوف الرحمن لتحقيق مقاصد العبادة فضلا عن توعية وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن عمومًا بالأحكام المتعلقة بالخدمات التي يقدمونها، وما يطرأ عليها من أحوال، والالتزام بعدم السماح بأن يفتي أو يجيب السائلين عن المسائل الشرعية إلا المؤهل بالعلم الشرعي، الوسطي في منهجه المعتدل. وجاء اجتماع اللجنة الإشرافية لتفعيل البيان الختامي للفتوى اجتماعها الدوري الأول برئاسة الرئيس العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس، لتعظيم توصيات ندوة الفتوى، في الاجتماع الذي شارك فيه أعضاء اللجنة الإشرافية بعضوية كل من معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام ومعالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي ومعالي الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء ومعالي رئيس جامعة طيبة الدكتور عبد العزيز بن قبلان السراني وسعادة رئيس جامعة أم القرى الدكتور معدي بن محمد القحطاني وفضيلة مساعد الرئيس العام للحوكمة واتخاذ القرار المشرف العام على مكتب الرئيس العام الدكتور عبد الوهاب بن عبد الله الرسيني. إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها وقال الرئيس العام إن اللجنة شددت على ضرورة تفعيل مخرجات ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين؛ لما لها من أهمية كبرى في إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها، والتزام المملكة بمنهج الوسطية والاعتدال في شتى المجالات، وخصوصًا في الفتوى، وعنايتها ببناء المفتين. خطة لتفعيل الوثيقة وأوصى معالي الرئيس العام بضرورة وضع خطة تنفيذية لتفعيل وثيقة الحرمين الشريفين للفتوى المشتملة على عدد من المسارات، من ضمنها المسار البحثي، والمسار التأهيلي، والمسار التنظيمي، والمسار التوعوي، والمسار الإعلامي، وأهمية تكرار عقد ندوة الفتوى في الحرمين واقتراح مواضيع جديدة لها، وأن يكون مقرها المسجد النبوي، ومد جسور التعاون بين الرئاسة والجامعات للوصول لمستهدفات توصيات ندوة الفتوى. وشدد الشيخ السديس أيضاً على أهمية رسالة الحرمين في بيان المنهج الصحيح في الفتوى، مؤكداً أن من ضمن مخرجات الندوة إنشاء أكاديمية للفتوى في الحرمين؛ لتعزيز دور الفتوى ومكانتها ومنزلتها في نفوس العالمين ونشر المنهج الوسطي المعتدل للمسلمين أجمع. أدلة إلكترونية ترشد ضيوف الرحمن وكانت ندوة الفتوى في الحرمين الشريفين قد أوصت بإعداد أدلة إلكترونية ترشد ضيوف الرحمن وتوعيهم بأحكام المسائل التي تعرض لهم في محطات رحلتهم، وتتفاعل بنظام الذكاء الاصطناعي معهم بحسب المكان والتوقيت وخصائصه الديموغرافية؛ وإنشاء مركز معلومات يُعنى بجمع الفتاوى المتعلقة بالحرمين الشريفين في قاعدة بيانات، مع العناية بترجمتها وتحويلها رقمياً لتعم بنفعها العالم الإسلامي، وإعداد موسوعة تكون معلمة للفتوى، ورقية ورقمية، ذات تشجير علمي، تراعي تنوع الأحوال واختلاف المذاهب، والتحذير من المواقع المجهولة أو غير الموثوقة والعناية بالفتاوى الجماعية عند النوازل العامة من الهيئات العلمية والمجامع الفقهية. تجنب الفتاوى الشاذة كما أوصت ندوة الإفتاء بالتزام من يجيب السائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين بالأنظمة المرعية، حفاظًا على انتظام خطط تقديم الخدمات وإدارة الحشود، دون تحزب أو تعصب لمذهب أو طائفة وأن يكون الإفتاء وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية بالفتاوى المشهورة وتجنب الفتاوى الشاذة، وتوحيد الاجتهاد في المناسك ما أمكن، ومراعاة التيسير في الفتوى، فيما لا يخالف نصًّا أو إجماعًا قطعيًا، ولا ينطوي على تتبع الرخص، ومراعاة أسلوب الخطاب في الفتوى واتصافه بالسعة والتسامح وآداب الاختلاف بين العلماء، وتجنب خطاب العنصرية والكراهية فضلا عن مراعاة من يفتي ويجيب السائل إيضاح الفتوى وسهولة عرضها وفهم المستفتي لها؛ مراعاةً لتعدد ثقافات المستفتين في الحرمين الشريفين ومذاهبهم، وإفهام المستفتي أن تغير الفتوى واختلاف المذاهب هو في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وفق أدلة معتبرة، والإرشاد للحلول الشرعية لمن وقع في مشكل، ومراعاة التدرج خاصة مع حديثي الإسلام، والحرص على جمع الكلمة والحذر من الفرقة والخلاف. مكافحة التطرف إلى جانب تعزيز دور الفتوى في حفظ الأمن في المجتمعات وحقوق الأوطان والسمع والطاعة لولاة الأمر، ومكافحة التطرف والتشدد والعنف والإرهاب وتخصيص مرشدات من عضوات هيئة التدريس بالكليات الشرعية بالجامعات بالمملكة؛ يقمن بمهمة التوجيه والإرشاد للسائلات بالحرمين الشريفين خدمة للقاصدات في الفتاوى ولاسيما التي تخص المرأة والاهتمام بالفتوى في مناهج التعليم، ومن ذلك: إدراج مادتين مستقلتين بمسمى: "أصول الإفتاء" "الأحكام والنوازل المتعلقة بالحرمين الشريفين"، تدرس ضمن مقررات الكليات الشرعية بالجامعات على أن تعكف لجنة متخصصة على وضع المنهج العلمي. كما أوصت الندوة باستقبال المبادرات النوعية للإسهام في خدمة الفتوى في الحرمين الشريفين وتكوين فريق عمل إشرافي من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. تعظيم الفتوى وتعد ندوة الفتوى في الحرمين وأثرها في التيسير على قاصديهما" هي الندوة الاولى التي عقدت في المسجد الحرام، وانعكست إيجابيا على التيسير على القاصدين وتعظيم الفتوى في العصر الرقمي، المتنامي في هذا العصر، ورعاية التطور الحادث فيه لاستخدامه في باب الفتوى. وتجيء أهمية توصيات الندوة الإفتاء كونها صدرت مهبط الوحي تجسيداً لمكانة الحرمين وقاصديهما، خصوصاً أن للفتوى دوراً مهماً في إيضاح العلوم الشرعية والدينية. وإبراز المنهج المتميز في الفتوى في المملكة عامة والحرمين خاصة وتحقيق الريادة في اعتماد الأساليب العلمية في الفتوى وتقويم واقعها واستشراف مستقبلها، وتوضيح أهميتها ومكانتها السامية في المملكة. باكورة الحراك كما تم خلال الندوة التوقيع على اتفاقية تعاون بين رئاسة الحرمين والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. وتعد هذه الاتفاقية باكورة الحراك العلمي والتوجيهي والإرشادي، في الحرمين الشريفين، بما ينعكس على قاصدي الحرمين الشريفين ودور الإفتاء للحجاج والمعتمرين، وتعزيز التوعية الدينية ومحاربة الغلو والتطرف والأفكار المنحرفة وفق الأصول الشرعية مع مراعاة اختلاف المذاهب وترسيخ قيم الدين الإسلامي الحنيف. وتهدف المذكرة إلى تأكيد تكامل الأدوار والمهمات المشتركة وفق خطة عمل متفقة، وتتعاون الرئاسة مع هيئة كبار العلماء في استضافة زيارات مجدولة ومنظمة لمنسوبي الرئاسة محددة الموضوعات والأهداف، وتتعاون هيئة كبار العلماء في دعم الأنشطة والبرامج التي تنظمها الرئاسة في مجال اختصاصها ووظيفتها. وتأتي هذه الاتفاقية لترسيخ وتعزيز الشراكة بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في مجال الإفتاء وتطبيق منهج الوسطية والاعتدال. لقاءات اجتماع اللجنة الإشرافية لتفعيل البيان الختامي