دائماً نسمع كلمات مثل لماذا تغيرت؟ "تغيرت علينا" "أنت متغير" تعليقات كهذه لا يجب أن تضايقك البعض يقولها لك لرغبته في التأثير عليك لتكون نسخة منه لتفكر مثله لكي لا تتغير وتكون أفضل منه وليس عيبا أن تتغير أفكارك وتصبح إنسانا مختلفا كون التغيير من سنن الحياة وطبيعة البشر وحقيقة التطور. ولا يمكن التخلص من الألم دون التغيير ولا يمكن التقدم بحياتك دون التغيير وإذا كنت بعقلك راضي ولكن غير راضي بحياتك فأنت بحاجة إلى التغيير وإذا رغبت بالتحسين المستمر في حياتك وعدم الرضى بالواقع الذي تعيشه وتريد أن تكون بوضع أفضل وتشعر بالسعادة وترغب بتحويل المشكلات إلى فرص فبكل تأكيد أنت بحاجة إلى التغيير، بداية التغيير تكون الاعتراف بوجود مشكلة بوجود ماهو بحاجة إلى التغيير فمن يرفض الحقيقة فهو يرفض التغيير. التغيير لا يقتصر على الأشخاص فالدول والمؤسسات والشركات بحاجة إلى التغيير أو سوف تنتهي لكن يوجد الكثير من الناس لا يحبون التغيير لوجود عدة تحديات منها: التحدي الأول (منطقة الراحة): تسمى أيضاً منطقة العادات أو المألوف وهي منطقة خالية من القلق والضغوط النفسية وتتصف بالروتين والخروج من هذه المنطقة يعتبر ألم وصراع نفسي عندما نعيش في منطقة الراحة نفقد فرص كثيرة، فعلى سبيل المثال من يريد (تعلم السباحة / أخاف أغرف، أريد تعلم الخطابة/ يضحكون علي، علاقات جديدة / الخوف من الرفض، أريد إكمال تعليمي / لايوجد وقت، أريد أن أرسم/ موهبتي ضعيفة، التجارة/ أخشى الخسارة، الرياضة/ لا يوجد نادي قريب) والتحدي الثاني (الخوف): يوجد 600 نوع من الخوف لكن 85% من عدم الرغبة في تغيير تكون أما الخوف من (الرفض أو الفشل)، أما التحدي الثالث (المكسب الثانوي): يقصد به الفائدة أو الإيجابية الثانوية التي يكتسبها الانسان نتيجة لأصابته بالضعف أو المرض مثل من يعاني من مرض لكن لا يريد العلاج منه فليس لديه الرغبة بأن يغير وضعه وتتحسن حالته وذلك لكسب تعاطف من حوله أو حصوله على الاهتمام أما إذا شفي من المرض سيفقد هذه الميزات، والتحدي الرابع (البرمجة السابقة): هي التي نكتسبها من الأسرة والمدرسة والأصدقاء والبيئة الاجتماعية دون وعي من انفعالات واتخاذ قرارات، أما التحدي الخامس والأخير (التقدير المنخفض للذات): عدم الرغبة بالتغيير عندما تصف نفسك بأنك غبي أو أحمق أو بأنه لا فائدة منك... وغيرها، فالتغيير يساعدنا على أن نحول الأزمات إلى فرص: فكر بتحويل مشكلة ضعفك المالي لفرصة عمل تجاري فكر بتحويل مشكلة التقاعد إلى فرصة طلب العلم وأعمال تطوعية. فكر بتحويل مشكلة المرض إلى فرصة تغير نمطك الصحي والحياتي. فكر بتحويل مشكلة الفراغ إلى فرصة استثمار موهبة مدفونة لديك. فكر بتحويل مشكلة الخسارة التجارية إلى عمل تجاري جديد أكثر احترافية. فكر بتحويل مشكلة النسيان إلى فرصة تعلم عادة التدوين والكتابة. فكر بتحويل مشكلة القلق إلى فرصة للمزيد من العمل والإنجاز والتألق. فكر بتحويل مشكلة التردد إلى فرصة القرب من الله لتظفر باليقين والتوكل. بقلم سعد بن سليمان الفريخ