تعرّض كاتب سعودي لموقف غريب لم يخطر على باله حال وصوله إلى مطار بنما قادماً من الولاياتالمتحدة؛ حيث تمت مصادرة جميع المبالغ المالية التي يحملها والبالغة 21800 دولار، على الرغم من إقراره لجوازات المطار في نموذج الدخول بأنه يحمل مبلغاً يزيد على 10 آلاف دولار، ولم تكتفِ السلطات هناك بذلك، بل تم منعه من السفر وتقديمه للمحاكمة. وروى الكاتب فهد عامر الأحمدي، الذي مازال موجوداً حتى الآن في جمهورية بنما بسبب هذه المشكلة تفاصيل ما حدث له، عبر مقال نشرته صحيفة “الرياض” أمس الأحد، لافتاً إلى أنه قرر عندما وصل إلى بنما الإفصاح عن المبالغ المالية التي كان يحملها بكل شفافية، على غير عادة الكثير من السيّاح، الذين يخفون عن سلطات الجوازات المبالغ التي بحوزتهم، في الوقت الذي تتجاهل فيه معظم الدول تفتيشهم للتأكد من حملهم للمبالغ الكبيرة، وتكتفي بإقرارهم في نموذج الدخول على عدم حمل أكثر من 10 آلاف دولار. وأوضح الأحمدي أنه في زيارته الأخيرة إلى بنما التي وصل إليها مع ابنه قادماً من مدينة لوس أنجلوس، أشار في نموذج الدخول إلى أنه يحمل مبلغاً يزيد على 10 آلاف دولار، ما أثار استغراب موظفة الجوازات من إفصاحه، فسألته: “هل تقر فعلاً بحملك لأكثر من 10 آلاف دولار؟”، وحينما أكد لها ذلك، تم حجزه مع ابنه في غرفة ضيقة لمدة ساعتين، وتعرضا لتفتيش دقيق، جرى على إثره مصادرة كل الأموال التي بحوزتهما والبالغة 21800 دولار. وأضاف الكاتب أن مصادرة الأموال جاءت بحجة أنه لم يصرّح عن المبلغ الذي بحوزته بالأرقام، ولأنه اكتفى بالتأشير في نموذج الدخول على خانة “أكثر من 10 آلاف دولار”، فأخبرهم بأن هذه سرقة تتم تحت غطاء رسمي، وأن هناك ظروفاً شخصية دعته لحمل المبلغ، لكنهم أبلغوه بأن عليه الاتصال بمحامٍ ليدافع عنه، كونه أصبح ممنوعاً من السفر حتى تحل قضيته. وبيّن الأحمدي أن أحد ضباط المطار أعطاه رقم محامٍ للتواصل معه، فما كان أمامه سوى الاتصال به، فطلب منه المحامي مبلغ 4 آلاف دولار مقدَّماً كي يترافع له في القضية، وأشار إليه بأن هناك احتمالاً لاستعادة نصف المبلغ فقط. ولفت إلى أنه تواصل مع وزارة الخارجية السعودية ومع سفارة المملكة لدى واشنطن، لعدم وجود سفارة سعودية في بنما، فتم تكليف سفارة “البيرو” بمتابعة الموضوع باعتبارها الأقرب إلى بنما، مؤكداً أن تلك الجهات الثلاث تواصلت معه خلال ساعات، غير أنه مازال موجوداً في بنما بانتظار جلستي محاكمة يتحدد بعدها خروجه منها. واختتم الأحمدي مقاله بالتأكيد على أن ما دفعه لرواية مشكلته الشخصية في المقال، هو أن يتعلم الناس من هذه التجربة، وألا يحملوا معهم مبالغ كبيرة أثناء السفر، خصوصاً في الدول التي تتعمد مصادرتها كجزء من دخلها السياحي، لاسيما أنه عَلِمَ من المسؤولين السعوديين أثناء تواصله معهم، بأن هذه المشكلة تحدث كثيراً للسياح السعوديين.