تحقق دائرة النفس بهيئة التحقيق والادّعاء العام بمكةالمكرمة، ومركز شرطة الشرائع وإدارة البحث والتحري الجنائي بشرطة العاصمة المقدسة، مع ثلاثة شباب متهمين سعوديي الجنسية إثر قيامهم بفعل الفاحشة وقتل الشاب أسامة النجمي، والذي اختفي عن الأنظار من أمام منزل أسرته بشرائع المجاهدين منذ سنتين، وكانت قصة اختفائه قد أشغلت المجتمع المكي بشكل خاص والمجتمع السعودي بالعموم، وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، والبرامج التلفزيونية الشهيرة من ضمنها برنامج "الثامنة". وتشير التفاصيل التي حصلت عليها مصادر صحفية، إلى أن الشاب أسامة النجمي، والبالغ من العمر 17 عاماً، لم يعد لمنزل والدته بشرائع المجاهدين منذ 26 شعبان 1433ه، واختفى عن الأنظار حيث التحق بمسابقة تحفيظ القرآن الكريم بأحد مساجد الحي والتي استغرقت دورتها شهراً كاملاً، ومن ثم جرى اختياره ضمن المجموعة المرشحة للذهاب مع رحلة التحفيظ إلى محافظة الطائف لمدة ثلاثة أيام، وبعد عودته من الرحلة أبلغ والدته بأنه سيذهب في نزهة مع ابن الجيران، وأذنت له الأم، وقد شاهده شقيقه الأصغر "حسام" يستقل سيارة ابن الجيران وبرفقته شابين يجلسان في المقعد الخلفي وانطلقوا إلى جهة غير معروفة. وبعد ساعات شاهد شقيقه "حسام" ابن الجيران يعود بمفرده، وسأله إن كان عاد "أسامة" للمنزل، فرد بأنه لم يأتِ منذ أن خرجوا معاً ولا يعرف أين ذهب، عندها تم إبلاغ الجهات الأمنية المختصة باختفاء "أسامة" وبدأت التحقيقات عن سر الاختفاء، وجرى القبض على المشتبه بهم من أصدقائه الذين خرج معهم، وتم حجزهم في الإصلاحية سبعة أشهر وبعدها تم إطلاقهم بكفالة عن طريق المحكمة العامة بمحافظة جدة. وطرقت والدته وكل أفراد أسرته جميع الأبواب للبحث عن ابنها المختفي والسر الغامض وراء الاختفاء، وتوجهت بشكوى إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وتم توكيل محاميها لمتابعة القضية، وتقدمت والدته بمعروض للجهات الأمنية المختصة تطالب فيه بتشكيل لجنة للتحقيق في اختفاء ابنها. وعلمت "سبق" بأن الجهات الأمنية بالعاصمة المقدسة خلال هذا الشهر ومن خلال معلومات بحث وتحرٍ تم الكشف عن موقع الجثة، وقام أحد المتهمين الثلاثة بالاعتراف بالجريمة وانتقلت الجهات المختصة لمنطقة صحراوية بعد جعرانة على طريق الصهوة ليتم العثور علي بقايا رفات جثة الشاب وجرى إحالتها إلى لجنة الطب الشرعي للتأكد من هويتها وتطابق تحاليل DNA مع المفقود، حيث اعترف أحد المتهمين بأنهم ارتكبوا الفاحشة بالشاب ومن ثم قتله. ولا يزال الجناة المتهمون بالقضية منذ البداية رهن التحقيق والتوقيف بشرطة الشرائع على الرغم من إنكار أحدهم، ولكن هناك أدلة وقرائن تدينهم، وباشرت دائرة النفس التحقيق بالقضية في انتظار كشف كل التفاصيل والمعلومات وتصديق الاعتراف. من جانب آخر، ناشد المواطن مهدي النجمي شقيق "أسامة" المسؤولين بوزارة الداخلية وإمارة مكة والجهات المختصة كافة، بإحقاق الحق والذي طال انتظاره، وقال: "حسب المعلومات التي تشير إلى العثور على جثة شخص يشتبه بأن تكون عائدة لأخي أسامة فإنني أناشد المسؤولين وعلى رأسهم وزير الداخلية وأمير منطقة مكةالمكرمة، بتشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى والتوسع مع الجناة المتهمين بإظهار الحق وكشف التفاصيل لكي يقتص لشقيقي المغدور ونأخذ حقه بالشرع والقانون وهذا ما نطالب به منذ سنتين".