تعيش فاطمة الشعبي على أمل عودة ابنها الغائب أسامة النجمي الذي توارى عن الأنظار منذ عام وشهرين في ظروف غامضة، مشيرة إلى أن نجلها البالغ من العمر 17 عاما لم يعد للمنزل منذ ال26 من شعبان من العام الماضي 1433ه، ليعصف الحزن بقلبها المكسور، وتشغل تفكيرها جملة من الأسئلة الحائرة التي لا جواب لها، أين ذهب أسامة، ومتى سيعود، وهل هو حي يرزق أم أنه في عداد الموتى؟ وقالت الشعبي «لا شيء يبهجنا ولا عيد يحمل الفرح لدارنا بعد غياب أسامة، فدموعنا لم تجف منذ خروجه بلا وداع ينبئ عن رحيله أو يشعرني بفراقه، لم أظن أنه سيخرج إلى المجهول دون عودة، كل شيء في الدار يبكي غيابه.. حجرته حيث ينام ووسادته الخالية وكتبه وأقلامه وجهاز حاسبه، أصدقاؤه الذين يأتون بين الفينة والأخرى ينشدون عن أي خبر يطمئن قلوبهم الوجلة على غياب صديقهم الحميم، لا جواب ولا رد يريحنا، وينهي حال القلق والترقب الذي نعيشه». وقالت «كل يوم أتحرى عيد عودته لي سالما معافى، فكيف ابتهج بالعيد وابني بعيد عن بيته لا يتواجد بين إخوانه، ولن يأتي إلي ليأخذ نقود كسوة العيد، ولن يقبل يدي ويسألني الرضى عليه والدعاء له كما اعتاد أن يفعل عقب صلاة العيد في كل عام». وذكرت أم أسامة تفاصيل اختفاء ابنها، مشيرة إلى أنه التحق بمسابقة تحفيظ القرآن الكريم بأحد مساجد الحي التي استغرقت دورتها شهرا كاملا، ومن ثم جرى اختياره ضمن المجموعة المرشحة للذهاب مع رحلة التحفيظ إلى محافظة الطائف لمدة ثلاثة أيام، ليعود بعدها ويبلغني بأنه سيذهب في نزهة مع ابن الجيران، وفعلا أذنت له، مبينة أن شقيقه الأصغر حسام شاهده يستقل سيارة ابن الجيران وبرفقته شابان يجلسان في المقعد الخلفي وانطلقوا إلى جهة غير معروفة. وألمحت إلى أنه بعد ساعات شاهد ابنها حسام ابن الجيران يعود بمفرده، وسأله إن كان عاد أسامة لمنزله، فرد حسام بأنه لم يأت منذ أن خرجوا سويا، موضحة أنها بعد ذلك أبلغت الجهات المختصة باختفاء ابنها وبدورها بدأت في التحقيق بحادثة الاختفاء، وجرى القبض على المشتبه به وصديقه وتم حجزهما في الإصلاحية سبعة أشهر وبعد ذلك تم إطلاقهما بكفالة عن طريق المحكمة العامة بمحافظة جدة. وأفادت الشعبي أنها طرقت جميع الأبواب للبحث عن ابنها، وتوجهت بشكوى إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وتم توكيل محاميها لمتابعة القضية، وتقدمت بمعروض للجهات المختصة تطالب فيه بتشكيل لجنة للتحقيق في اختفاء ابنها، سائلة الله أن يقر عينها بعودته سالم معافى. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن البحث والتحقيق ما يزال جاريا في قضية اختفاء الحدث أسامة النجمي وفق النظام المعمول به في هذا النوع من القضايا بوزارة الداخلية، مبينا أنه لا توجد تطورات جديدة حول ظروف اختفائه.