من يعذر من؟ ! الكل ساخط ، والحديث سلبي عن مراجعة مريرة ومشكلة عويصة في دائرة حكومية ما ، يرد أحدهم حصل معي نفس الموقف و لكن الموظف كان أقل أدباً فقلت له بكل قوة ، أرجو ألا تتجاوز حدودك فأنت لم توضع في هذه الوظيفة إلا لخدمة المواطنين أمثالي !! قال بعد أن لفت انتباه الجميع وتأكد بأن الكل ينتظر منه ردة فعل الموظف : حاول الموظف أن يرفع صوته فقلت : لا ترفع صوتك وإلا تحدثت مع مديرك. فرضخ لأمري و أنجز معاملتي في الحال. جميع من في المجلس ينظر إليه مشدوها من شدة الإعجاب كما يظن هو ، وإلا فنصفهم متحفظ والبعض مكذب وآخر يختلق قصة مماثلة ليرويها بدوره حتى يستعرض شجاعته الفذة . في صباح اليوم التالي ذهب صاحبنا إلى عمله متأخراً يجر قدميه وأثر النوم على وجهه وجلس على مكتبه فدخل أول مراجع فقال له : لقد جئتك في الموعد ولكنك تأخرت ، المهم هذه هي الأوراق التي طلبت ، فصرخ الموظف : أتظن أني خادم عندك ؟لدي الكثير من المعاملات الآن ،تعال بعد الظهر !!. العبرة أن القصة متكررة ولكن ما الخلل؟ لا أحد يحب أن يكون في موقف المخطئ أو المقصر ،الكل ينشد الكمال ظاهرياً ، والكل يتصيد الأخطاء على الآخرين ، وعندما أقول الكل فليس على الإطلاق ، حتى لا ينبري لي أحد يدافع عن نفسه . ما هو الخلل الذي أمامنا هنا يا أفاضل ؟ هل هو في الوظيفة أم الموظف أم النظام أم هو في المراجع ، أم فيهم كلهم؟ هناك قيمة نحتاج أن نتعامل بها، وأظنها ستكون مفيدة في مثل هذه الحالات ، وهي (التماس الأعذار) ،موظف غاضب ربما لديه ظرف ومصيبة ومجبر أخاك على العمل ، فبدلا من أن تزيده هون عليه و خفف ؛ تطيب نفسك ونفسه وتنجز أعمالك بذكر حسن . كذلك لو جاء مراجع لا يعرف التبسم في حياته فاعلم أن وراء هذا الوجه العابس ألف حكاية وحكاية ، بل لو كان منها أنه لم يتربى على الخلق الحميد فهذا عذر له ، اجعل التحدي هو زرع الابتسامة وتطييب الخاطر وأنظر ردة الفعل والدعاء واشعر بالرضا والسعادة . لو كنا اخوة يحب بعضنا بعضا ، لسبق العذر الملامة ، ولشرفنا بخدمة بعضنا. ألسنا اخوة يشد بعض بعضنا ... نأن جميعا إذا ما اشتكى عضو شكرا للشيخ عبد العزيز العسكر (أباعاصم) فقد وجدت منه دفعة . (موفقين يا نادي الشعلة) ألقاكم والخرج أجمل عبد الرحمن بن محمد الحيزان