قالت زرقاء اليمامة وهي ترسل ناظريها عبر الأفق شامخة القامة إني يا قوم أرى مرابع بعيدة تحف جنباتها قتامة يعزف أهلها بقيثارة مهترئة الأوتار أنغامها شديدة الدمامة يصفقون يتمايلون وتهفو قلوبهم دوما إلى الصدق .. والكرامة ××× إني يا قوم أرى مرابع قد غادرها الجمال وأصبحت لا يغازلها الندى ولا يقرع أبوابها النسيم مرابع مضمخة ببخور النسيان تنهشها مخالب التسويف والإهمال مرابع كانت ضياءً ساطعا قبل أن يطفئها التزلف والنفاق وتقتلع فوانيسها خفافيش الظلام ××× إني يا قوم أرى مرابع مفضوحة الأسرار تضيء مقلتاها كلما تلحفها الليل برداءه المفضوح فأصبحت مرتعا للمنافقين والدجالين وبائعي الكلام ××× إني يا قوم أرى مرابع قد أصبح أهلها يقتاتون على الآمال والانتظار ترثي الشوارع فيها نفسها وتبكي المباني عاثر حظها وينازع في رمقه الأخير هواؤها ××× أطرقت زرقاء اليمامة وفي عينيها تلألأت أغاني شجنٍ وذكرياتٍ .. وابتسامه وقالت: يا قومُ سيروا فما أجمل الأحلام في زمن اللاكرامه [COLOR=red] عيد جريس [email protected] www.sayat.me/ej[/COLOR