نحن نعرف أن هناك رجال أعمال كرماء ومخلصين في السر والعلن وقدموا في خدمة الناس وخدمة المحافظة ماديا ومعنويا الكثير، ولكنهم قلة، والحديث هنا عن الأغلبية الذين اقتصر دورهم على رفع التهاني في المناسبات، ولذلك تتبادر إلى الذهن دائماً أسئلة مهمة حول غياب دور بعض رجال الأعمال في محافظة الخرج وتقصيرهم تجاه المسؤولية الاجتماعية والمجتمعية..! كما نعرف ونعترف –أيضا- أن تلك الأسئلة المثارة يتطلب الإجابة عنها معيار يمكن من خلاله قياس هذا الدور وفاعليته في المجتمع، ولكن حتى يتم بناء هذه الآلية للتقويم ومعرفة مستوى وحجم هذا التفاعل؛ سوف يظل اتهام رجال الأعمال والمؤسسات التجارية والصناعية بالتقصير، وعدم تقديم المساهمة في تنمية المجتمع قائما، شئنا أم أبينا..!. نعم يجب أن يكون هناك دور أكبر وأشمل وأكثر فاعلية لرجال الأعمال في تنمية محافظة الخرج وتحفيز الشباب إلى الدخول في منظومة رجال الأعمال، وتمويل مشروعاتهم الاقتصادية على مختلف أنشطتهم، ودعم الهيئات والمنظمات الإنسانية في المجتمع، وتنمية دخل الأسر الفقيرة ومشاريع الأسر المنتجة، ودعم الصناديق الاجتماعية والإنسانية، ودعم للعديد من النشاطات والفعاليات الاجتماعية والثقافية والإنسانية في كل المحافظة، حيث يعول المجتمع على قطاع رجال الأعمال أن يستثمر خطط وبرامج التنمية بما يعود على الوطن وأبنائه بالفائدة، راجين أن لا تكون محصلتها النهائية تصب دائماً في سلة مدخرات رجال الأعمال لوحدهم، بل أن يتم تجيير عطائها ليكون شاملاً لأفراد المجتمع كافة وبيئته الإنتاجية الشاملة، وبالتالي تنمية المجتمع وتحقيق الرفاهية لكافة أبنائه. إن الجهد الذي يقدمه رجال الأعمال لدعم الصناديق الإنسانية والاجتماعية والمشروعات ذات الصلة بتنمية المجتمع يجب أن يكون ملموساً ويمكن قياسه، كما يجب أن يكون الدعم المطلوب ليس على سبيل الهبات والتبرعات والصدقات والمجاملات، بل على شكل مشاريع وبرامج وأنشطة تساعد على النهوض بالمجتمع وتوفير فرص العمل لأفراده وتأهيلهم وهذا هو النموذج الذي يجب أن يسود اليوم في العلاقة بين القطاع الخاص والمجتمع، كما أنه يجب على رجال الأعمال أن يعملوا بشكل مهني جماعي منظم وجاد على تأكيد المعنى الحقيقي العملي لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ، والمثل يقول: "كما تدين تدان" وفي الحديث أحب الناس إلى الله أكثرهم خدمة للناس. ورمضان كريم والأجر مضاعف. د. هلال العسكر