رحلت .. يا أبا يارا لا أعتقد أن هناك حدث يستحق الذكر هذا اليوم أكبر من وفاة الأديب والسياسي والإداري والإنسان السعودي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ، والذي تعرفنا منذ نعومة أظفارنا على مصطلح "وزير" معه ، فكان هو الوزير الوحيد الذي نعرفه حينها ، ولا تعلم لماذا ؟ هل لأن الصحة كانت أهم شيء في حياتنا ؟ أم لتلك الجولات الذي كان يقوم بها للمستشفيات وقتها وكان الإعلام يبرزها ذلك الوقت ! أم أن القصيبي شيء آخر ؟ نعم رحلت يا أبا يارا ، ولم يكن رحيلك طيفا عابرا ، فقد شاء الله أن يكون رحيلك مميزا كذلك ، فرحمك الله بعدد المصلين الذين صلوا عليك خلف مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عصر أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض . كان لك في كل محفل بصمة ، اختلفنا معك كثيرا في كثير من آرائك بل أحيانا منهجك وفهمك حتى للدين ، بقيت درسا في "الآخر" الذي لا يستهان به . نصرت الدولة إذ مثلت وزارتها وسفاراتها أفضل تمثيل ، وأقمت للمواطن حقه إذ بك وبما فعلته في بعض أجزاء حياتك نصرة له ، وجعلت للمناهج الأدبية حظا وجزء من فيض أدبك وشعرك .. فما زلت أحفظ لك في وصف "صدام حسين" عندما غزا الكويت : واقتسمنا كسرة الخبز معا ××× وكتبنا بالدماء عهدا وثيقا سيفنا كنت أجب ياسيفنا ××× كيف ضيعت على القدس الطريقا فأسأل الله لك المغفرة والرحمة وأن يسكنك الجنة ، ويتجاوز عنك ، ويجزيك بالإحسان إحسانا ، وبالسيئات عفوا وغفرانا . سعود بن عبدالله الضحوك [email protected] السوالف السابقة : نحمد الله .. أن بلغنا رمضان بالشكر تدوم النعم يسلم راسك .. يا بو متعب أول جمعة في رمضان